في الدول التي تحظى بنسبة لا بأس بها من التقدم ، هناك خطط استباقية لمواجهة حالات الطوارئ . وأعني بحالات الطوارئ الكوارث والظواهر الطبيعية الخارجة عن السيطرة . وهذا ما لا ينطبق على ما حدث في جدة كما قال خادم الحرمين الشريفين حفظه الله . لقد حدثت الفاجعة الكبرى وخلفت هذا العدد الضخم من الشهداء والمشردين دون أن يكون للطبيعة يد في الموضوع ، فهل يمكن تصديق ما حدث! لقد هنّا على بعض المسئولين من معدومي الضمائر وأصبحت أرواح المواطنين والمقيمين رخيصة إلى هذا الحد فمن هو المسئول يا ترى ..؟ هل المسئول هو صاحب المنصب الذي تعود أن ((يبرطع)) في الجهة التي يرأسها ويفعل ما يشاء ويتخذ ما يخطر على باله من قرارات ويشفط ما طاب له من أموال الشعب دون رقيب أو حسيب ..؟ أم أن المسئولية تقع على الأطر القانونية والنهج التنفيذي اللذين يمنحان المسئول شبه حصانة ضد أي نوع من أنواع المساءلة ؟ أم أن المسئول هو الإعلام الذي ترك كل مهماته وتخلى عن رسالته وتفرغ للتطبيل والتزمير ؟ أم أن المسئول هو المواطن الذي لا يعرف شيئا عن حقوقه والذي لا يريد أن يعرف ولا يريد أن يطالب مع أننا ولله الحمد نعيش في عهد ملك صالح أعلنها براءة صريحة من الظلم والظالمين ؟ لن ننجح في تجاوز الكارثة إلا بهبة ضد الفساد ينخرط فيها الجميع.