خسارة ثقيلة مُني بها الاتحاد الخميس الماضي، فكانت خماسية تاريخية من الهلال، لا تستحقها جماهير العميد، ولا تاريخ الاتحاد، ولا حاضره في السنوات العشر الأخيرة، ولكن كل شيء بأسباب، و كما يقال «ليالي العيد تبان من عصاريها» . فمنذ النهائي الآسيوي والاتحاد في تراجع، تحدثنا مرارًا وحذرنا باستمرار، ولكن لا حياة لمن تنادي، وباتت المصلحة الفردية، والفلاشات الشخصية أهم مليون مرة من الكيان، والتبريرات الإدارية باتت جاهزة لكل نقد صريح وصادق، بعبارة «معلبة» ومملة ومضحكة، ومخجلة إن شئتم، فحواها «هذا ضدنا»، ولأول مرة في تاريخ الاتحاد يتحول النقد إلى مع أو ضد، بل يصل سوء النية إلى أعلى درجاته، والاتحاد الضحية. وما لم يتوقف الهراء ستزداد الأوضاع سوءًا، وسبق أن ذكرت أول الحلول للمشكلة الاتحادية، وترك المكابرة والاعتراف بالأخطاء فباتت تراكمية ولا يمكن حجب الشمس بغربال، في كل يوم خطأ وفي كل ساعة خسارة، سواء الاتحاديين المخلصين أو لنتائج وقرارات . الفريق كانت تنتظره مباراة مصيرية مع الهلال وادارة النادي من اجتماع لآخر، مرة مع الاتصالات ، وأخرى مع أمين اتحاد الكرة، وثالث مع نائب رئيس دوري زين .. !! ويوزع جوال العميد اشادات من التقى بهم أعضاء الإدارة ، وكأن الاتحاد لا يبحث سوى عن الاشادات الشفوية، وليتها عملية، ففي عام 2005 اشاد بالاتحاد رئيس الفيفا جوزيف بلاتر وهو أعلى مرجعية كروية في العالم، ولم نر هذه الاحتفالات والبحث المستميت عن تلك الاشادات. حلول مطلوبة متى تقبلنا اجتماع رئيس النادي، فما دور مسؤول الاستثمار «فراس التركي» فحضوره فيما يخص شركة الاتصالات طبيعي ومنطقي، وعلى مضض مع نائب دوري المحترفين، لكن ماذا يفعل مع أمين اتحاد الكرة .. إنه التدخل في كل شيء، وهذا خطأ غير مبرر ، وتهميش للمختصين، وزيادة خلافات فيما بين الاعضاء ،والاتحاد الضحية . المثالية والفلاشات والتصريحات الوردية لن تخدم النادي، فالخسارة ب «5» لا يمكن أن يتبعها تصريح «الاتحاد كان ممتازًا وقدم لقاءً جميلًا مع الهلال» فالجماهير تحترق والنفوس في أعلى درجات الغليان، والحزن في أعمق حالاته، والحلول مطلوبة، وليس على شاكلة تحويل النادي من «دكاكيني» الى مؤسساتي، في عبارة تتضمن في مضامينها الكثير من الانقسامات. حافظوا على كالديرون كالديرون أخطأ فالاطراف ضعيفة، ولم يسع لتقويتها، وطالما راشد الرهيب جاهز، لماذا لم يبدأ به اللقاء ،وسعود كريري كان الافضل في الوسط، وكرر سحبه وتفريغ منطقة المناورة، وهو أكثر اللاعبين نشاطًا والتحامًا،وقد انتقدنا قبل ذلك سحبه من الوسط، وللأمانة والانصاف مباراة الخمسة لم تكن مسؤولية الارجنتيني وحده، فهو جزء من سلسلة أخطاء ادارية في المقام الأول، فالمدرب أبعد اسامة المولد، ومنحه اجازة مفتوحة ولم تتحرك الادارة لاحتواء الموقف، ومبروك زايد لم يناقشه أحد في اشراكه قبل المباراة، ومن رأى «فاجعة» مبروك أمام الأهلي من الصعب أن يلعب مباراة أخرى في توقيت قصير، وتشكيل لجنة ليس حلاً لا سيما ان جميع اسمائها تتولى مناصب رسمية في النادي والمنضم لها وحيداً من خارج الادارة هو الدكتور مدني رحيمي والذي يدافع عن اخطائها باستمرار. و من المهم أن يدرك الجميع، مهما اختلفنا مع كالديرون وانتقدناه فإن بقاءه في الفريق ملح وضروري ولا مجال للتغييرات الفنية،وان كانت مطلوبة اداريًا. الداعم والمؤثر تحدثنا عن تبعيات الفوز على الأهلي وخلق «الفُرقة» داخل الفريق، فشغلوا مناف بالتميز في القيادة، في محاولة انتصار على الغائبين، ونفس الأمر حدث الموسم الماضي أمام الحزم .. احتفالية في غير محلها، انتهت برباعية من الشباب في نهائي الابطال ، وتكررت هذا العام، دون استفادة من الدروس، فكانت خماسية من الهلال، ولم يستفد من التكرار ، واعادة الاخطاء مشكلة ، وان كان محبًا للعميد فيجب أن لا يقبل أن يكون الاتحاد هو الضحية. بالمناسبة متى غاب القائد محمد نور ،وهو أمر وارد في عالم الكرة، فإن رضا تكر، أو حمد المنتشري أحدهما الأنسب للقيادة ، حتى لا تتكرر النتائج التاريخية، ففريق بلا قائدٍ سيظل بلا هوية،واسألوا الأهلاويين، مع كامل الاحترام لأقدمية مناف ولمساته السحرية، كلاعب متميز على خارطة الفريق، والحكمة في هذ التوقيت مطلوبة، ويتميز بها عقلانية احمد فتيحي ، وينتظر منه دور مهم في هذه المرحلة لانهاء الانقسامات. حلول الاتحاد تكمن في اثنين لا ثالث لهما، «الداعم والمؤثر» ويستحيل قبولهما أن يكون العميد ضحية لأخطاء ادارية، دون تدخل منهما ويصححا الأوضاع، بتقديم الأموال والخبرة واعادة الاستقرار للاتحاد.