صور التلاحم بين المواطن السعودي وقيادته الراشدة لا تنتهي ، ومع شروق شمس يوم جديد تتجدد الصورة بكل بهائها وألقها ، وما الفرح بعودة سلطان إلا وجه من وجوهها تتزيا رياض المجد اليومَ بحلة قشيبة مطرزة بألوان الفرح والسرور ؛ لتجسَّد معاني الوفاء وصور الاحتفاء على امتداد (زهرة المدائن) لتصل هذه المعاني بكل ألقها وقوتها إلى مدن ومحافظات وحواضر بلادنا الغالية (المملكة العربية السعودية) . حيث يعود إلى أرض الوطن سالمًا معافى بفضل الله تعالى ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ، يعود بعد رحلة علاجية كتب الله له فيها الشفاء بمنه وجوده ، وألبسه لباس الصحة والعافية كرمًا منه وفضلا . صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز هو أحد قادة هذه البلاد الذين عُرف عنهم الحكمة ورجاحة العقل وصوابيَّة الرأي والصبر الجميل والخلق السامي والعطف على الرعية والاهتمام بشؤون الوطن ، مع الوقوف خلف القضايا العربية والإسلامية والمشاركة الفاعلة في مختلف المحافل الإقليمية والدولية . سيرة سموه ممتدة حافلة بالإنجازات الضخمة بدءًا بتوليه رئاسة الحرس الملكي في عهد والده الملك عبدالعزيز رحمه الله ، مرورًا بتسنمه مناصب إدارية ووزارية عديدة ، حتى أصبح وزيرًا للدفاع والطيران والمفتش العام سنة 1382ه، ثم نائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء عام 1402ه بالإضافة لوزارة الدفاع والطيران ، ثم وليًّا للعهد ووزيرًا للدفاع والطيران والمفتش العام سنة 1426ه . بالإضافة لما سبق رأَسَ سموه العديد من اللجان والهيئات الرسمية والأهلية والخيرية كاللجنة العليا لسياسة التعليم ، والهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها... وغيرها الكثير ، حيث كان لسموه بصمات جلية في مسيرة تلك اللجان والهيئات ، ثم كانت ولادة مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية سنة 1415ه وهي تحمل رسالة واضحة مفادها « مساعدة الناس ليساعدوا أنفسهم « ولقد أبان سموه عن قصده وقصد أبنائه وأعضاء المجلس من وراء هذه المؤسسة الخيرية حين قال:» إنني وأبنائي أعضاء مجلس الأمناء ومنسوبي المؤسسة وفروعها، نحتسب إلى المولى عز وجل كل جهد نقوم به، ومهما بذلنا من جهد فإننا نتطلع إلى المزيد تجاه المجتمع بكافة شرائحه، حتى تؤدي هذه المؤسسة رسالتها السامية « إنها بحق أهداف سامية تسعى لغايات نبيلة ممثلة في نيل الأجر والمثوبة من الله وحده لا سواه . وحين نعرج على وقفات سموه مع أبناء وطنه فإن المجال لا يتسع لحصرها ، فكم واسى المكلومين ، وأعان المحرومين ، وسعى في حاجة المساكين ، وأجزل العطاء للمحتاجين ، ونفَّس كرب المكروبين ، وأكرم قاصديه ، وسعى لعتق الرقاب بجاهه وماله . هذا غيض من فيضِ (سلطان الإنسان) الذي يمضي بالتوازي اتجاهًا وقوةً مع (سلطان السياسي المحنك) الذي يشهد له التاريخ بمواقفه الشجاعة ، وحنكته في تدبير الأمور ، والضرب بقوة على يد المعتدي ، في الوقت نفسه عُرف عن سموه السعي الحثيث لرأب الصدع العربي ، ومعالجة القضايا الإسلامية ، والوقوف مع الصديق في محنته ، والعمل لما من شأنه وأد الخلاف بين الأشقاء ، وإن شئتم مثالاً فدونكم ( مجلس التنسيق السعودي اليمني) فسموه مهندسه البارع ، لذا كان المنتج اتفاقًا في الرؤية ، ووفاقًا في المواقف . فلا عجب أن نرى الفرحة الصادقة ترتسم على وجوه المواطنين ابتهاجًا بعودة سموه ، فبالإضافة لكونه ذا أيادٍ بيضاء وعقليَّة سياسية فذة فهو من ولاة أمرنا الذين لهم البيعة والطاعة في غير معصية الله ، وخذوا الدرس منه حينما سُئل عن استقبال الملك فهد رحمه الله لسموه بعد رحلة علاجية فقال: «جاء خادم الحرمين ليستقبل خادمه». صور التلاحم بين المواطن السعودي وقيادته الراشدة لا تنتهي ، ومع شروق شمس يوم جديد تتجدد الصورة بكل بهائها وألقها ، وما الفرح بعودة سلطان إلا وجه من وجوهها.