أعلن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل رئيس مؤسسة الفكر العربي عن أن المؤسسة تقدمت بطلب للجامعة العربية لعقد قمة ثقافية عربية وإن اتصالات تجرى حاليا مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى للتنسيق بخصوص عقدها. وأشار إلى أن اكبر تحدٍ واجه المؤسسة منذ إنشائها هو استمرارها حتى اليوم، منوها بأن من عوامل نجاح المؤسسة كان اعتمادها على التمويل الذاتي، وإنها مبادرة تضامنية بين الفكر والمال للنهوض بالأمة العربية، ووضع الأساس المالي لاستمرار المؤسسة، ونأمل في العام المقبل أن تصل إلى تقرير يستهدف تحقيق نتائج أفضل. قرية صغيرة ووصف سموه العالم بأنه أصغر من أية قرية صغيرة، وإن أي إنسان بات يستطيع أن يتابع العالم بأكلمه من غرفة صغيرة في منزله، مستبعدا قدرة أية دولة على تحقيق اكتفاء ذاتي، وإن التعاون والتكامل بات هو الأساس في العلاقات الدولية، ومن هنا جاءت أهمية فكرة المؤتمر لجهة تحقيق تكامل اقتصادي عربي يخطو بالدول العربية نحو مستقبل أفضل لشعوبها. وأكد ارتباط الثقافة بالتنمية الإنسانية بمفهومها الشامل، واصفا حلم التقدم الذي يراود كل إنسان عربي بأنه حق مشروع لأمة عربية شاركت بفاعلية في صنع الحضارة الإنسانية، وقال إن تحقيق هذا الحلم يجب أن ينطلق من مشروع هدفه تنويري ومضمونه ثقافي ومعرفي يستخدم العلم منهجا ووسيلة في القراءة الموضوعية المعمقة لواقع الحاضر والعمل على استشراف المستقبل. نجاح المؤسسة وأشار الأمير الفيصل في مؤتمر صحفي عقده ظهر أمس، بعد الافتتاح الرسمي لمؤتمر “فكر8”، إلى أن نجاح مؤسسة الفكر العربي جاء نتيجة جهد مجلس الأمناء والهيئة الاستشارية والمشاركين في المؤسسة، وقال: لولا الله وإيمان القائمين على المشروع ودفعهم له قدما لما انطلق في البداية، وعبّر عن تفاؤله بقدرة وكفاءة الإنسان العربي عند إعطائه الفرصة، مشيرا إلى أن الإنسان العربي مبدع بفطرته، وأن المؤسسة تعد واحدة من المحاولات التي يقدمها المبدع العربي، ووجه الشكر لكافة الدول العربية على الدعم الذي قدمته لرعاية المؤسسة، وكان آخرها موقف الكويت وأمير الكويت وشعبها، ولهم مني كل الشكر والتقدير. التقرير الأول وتطرق سمو الأمير الفيصل إلى التقرير الثقافي الأول وقال إنه كان مفاجئا للجميع وإنهم توقعوا إحداثه لصدمة، وقال: نحمد الله أن الصدمة كانت إيجابية وأن التقرير أدى إلى إقبال العديد من وزارات الثقافة في الدول العربية إلى طلب نسخ منه، مشيرا إلى أن وزارة الثقافة السعودية طلبت وحدها 500 نسخة، ووصف تلك المسألة بأنها “مبشّرة”، حيث تدل على ان الدول العربية باتت تتقبل النقد البناء، وتعمل على دراسة أوجه القصور وأن ذلك يمثل انطلاقة حضارية جديدة في العالم العربي والوسط الثقافي الحكومي والأهلي. وأوضح أن التقرير الثاني والمعلومات التي يحويها ستشكل إفادة للمثقف والمفكر العربي وحتى المواطن العادي، ويمكن من خلاله المقارنة ما بين العالم العربي والعالم الثاني، مشيرا إلى أن قوة اي تقرير تستند إلى ما يحويه من معلومات ودقتها، وحيّا الإعلام العربي، وطالبه أن يبدي ملاحظاته على التقرير للمساعدة على إعداد التقرير الثالث في العام المقبل بشكل أفضل، مشيرا إلى أن مؤسسة الفكر العربي تمثل رافدا من روافد الثقافة العربية، وكشف عن خطط مستقبلية للمؤسسة ستبدأ العام المقبل، حيث سيتم إعادة تقييم أنشطة المؤسسة طيلة أعوامها الماضية بشكل يستهدف تطوير المؤسسة، وقال: لا يمكن أن نستمر في العشر سنوات المقبلة بالطريقة نفسها التي اتبعناها في السنوات العشر الأولى، وأن ذلك لا يمكن أن يتم إلا بمشاركة الإعلام. وأشار الفيصل إلى أنه اتخذ موقفا لن يحيد عنه في مؤتمرات المؤسسة، حيث يتم تقديم تلك المؤتمرات للمفكر والمثقف العربي للمساهمة في إثراء الساحة العربية بفكره ورؤيته، وإن المؤسسة لا تشارك بطرح أفكار على المشاركين. التقرير الثاني وقال الفيصل إن التقرير العربي الثاني للتنمية الثقافية يعد خلاصة جهد مؤسسي لفريق عمل متكامل من رموز الفكر والعلم والثقافة في العالم العربي كونوا هيئة استشارية وأخرى بحثية على مدى أكثر من عام من أجل اصدار التقرير بشكل لائق، وأوضح أن المؤسسة طالبت بتطوير التعليم والمعلم، وأقامت خمسة مؤتمرات شملت كافة المراحل التعليمية، وإن الكثير من المواضيع التي طُرحت من قبل المؤسسة، كان لها صدى في الحكومات الخليجية، وصدرت قرارات وأوامر لتطوير المناهج، وانعكس ذلك في قرارات القمم العربية والخليجية، وهي من الأمور المشجعة. القراءة والكتاب وعن وضع القراءة والعمل على تشجيعها في الوطن العربي، قال سموه إن هناك اهتماما من المؤسسة بالكتاب، فقبل عدة أشهر كان هناك مؤتمر للناشرين والترجمة، وأعلنت المؤسسة عن جائزة مقدارها 100 ألف دولار لأهم كتاب عربي سنوي، وهناك لجنة تم تشكيلها من قبل المؤسسة والاتحادات المعنية بالكتب والثقافة لوضع آلية للكتب والثقافة.