* المزايدات الحالية ضد المملكة، حكومًة وشعبًا نتيجة لما يقوم به أبطالنا الأشاوس في الجنوب من ردع المعتدين من العصابة المأجورة، بقدر ما هو مفهوم ومعلوم لدينا نحن أبناء هذه التربة الطاهرة بقدر ما هو مستهجن ومسيء للقيم والقوانين العربية والإسلامية والإنسانية. * فالمملكة لم تكن المعتدية، بل إن أرضها وحرمتها انتهكت من قِبل عصابة مأجورة، وهو ما كان يستدعي وقوفاً عربياً وإسلامياً، حكومياً وشعبياً مع المملكة وحقها الشرعي، لكن أن تبادر أصوات وأقلام تنعق عبر الفضائيات والصحف والإنترنت والفيس بوك لتنال من المواقف السعودية، فتلك طامة عربية وإسلامية تعوّدناها من قبل. * نحن هنا في أرض القداسة والطهر نقول بملء الفم وقوة القلم وبلاغة القول: لن نقبل بأن يزايد علينا أحد في مواقفنا الوطنية والقومية والإسلامية، لأن هذه التربة التي أنعم علينا المولى سبحانه وتعالى بالعيش فوقها هي موطن العروبة. فجزيرة العرب هي الموطن الأساس للعرب بشقيهم العاربة والمستعربة، ونحن أكبر كيان جيوسياسي في هذه الجزيرة. * بل إننا وبكل فخر موطن البشرية حين الأخذ بالنظرية التاريخية التي تقول إن سيدنا آدم عليه السلام حينما أنزل من السماء التقى بأم البشر حواء هنا في أرض عرفات الطاهرة، ولهذا سمّيت عرفات. وهذا يعني بكل بساطة أن أول تكاثر بشري قام فوق هذه الأرض، وأن أول استيطان إنساني تم هنا. * كما أن هذه الأرض المباركة هي موطن الإسلام حين شهدت نزول الرسالة الخالدة على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هنا في مكةالمكرمة، وحين تأسست دولة الإسلام في المدينةالمنورة، ومن هنا فقط انطلقت رسل الخير وفتوحات الإسلام لتعم العالم كله، وليصبح الإسلام قوة عالمية كبرى، وليغدو المسلمون من أكبر التجمعات البشرية ماضياً ومعاصرةً. ورجالات الإسلام الخالدون من ابن الخطاب، وابن أبي طالب، وابن الوليد، وعمرو بن العاص، ومعاوية بن أبي سفيان، ومحمد بن القاسم، والرشيد، وعمر بن عبدالعزيز كلهم من أبناء هذه التربة الطاهرة. * فنحن أبناء المملكة، وفي ظل هكذا حقائق لسنا طارئين على العروبة وعلى الإسلام، بل نحن الأصل والأساس فكيف يزايد علينا بعض الشعوبيين والمأجورين ومن ليس له أصل؟ * تذكرني مواقف المزايدين هذه بما يقوم به اليهود والصهاينة من دعاية واتهام للعرب بأنهم (لا ساميون) أي أنهم معادون للسامية، في حين أن الحقيقة الإثنية توضح أن العرب هم ساميون، فكيف يعادي الإنسان ذاته؟ وكيف يتعدّى على حقوقه وينتهك مصالحه؟ حين تتضح هكذا حقائق للغربيين خاصة يستغربون استغلال وتزوير الصهاينة، وهو ما يقوم به المزايدون ضد المملكة من غربان العروبة، وثعالب الإسلام، ومأجوري القيم. * المواقف الخالدة لأبناء هذه التربة الطاهرة، حكومة وشعباً تملأ الفضاءات العربية والإسلامية، وستبقى خالدة بخلود البشرية لن يطمسها نعيق من هنا أو صريخ من هناك. فقبيل أيام شهد العالم كله نجاح المملكة في إخراج حج ناجح وميسر لملايين من البشر أتوا من كل أقطار الدنيا، ولم نفرق نحن هنا في هذه الأرض المباركة بين أحد منهم. والعالم كله يعرف أن هكذا عمل لابد وأن تكون خلفه قدرات بشرية عالية الكفاءة، وإمكانيات مالية ضخمة وهو ما توفره المملكة بحكومتها وشعبها. فالحكومة رصدت كل الإمكانيات المالية اللازمة، ووفرت أجهزة إدارية وتقنية وفنية على مستوى رفيع. والشعب السعودي قدّم الكوادر البشرية التي استطاعت بهمة وكفاءة عالية إدارة وتنفيذ كل المشاريع والخطط اللازمة لنجاح الحج، وجعله سهلاً وميسراً لكل ضيوف الرحمن. * لهكذا حقائق ولوضوحها الذي لن تحجبه أصوات وأقلام النعيق نقول لكل مَن يتجرأ بالنعيق أو يصرخ بالتشكيك ضد المملكة وأهلها: خسئت، فلا كعباً بلغت - ولا كلاباً، وستبقى هذه التربة عزيزة بأهلها وبرجالها وبدولتها ما بقي الدهر إن شاء الله.