يجب أخذ الحيطة والحذر والتدابير بشكل عملي لأن انهيار السد سيحدث كارثة تصل بالمياه إلى شارع الأمير محمد بن عبدالعزيز في مدة زمنية من ال6 إلى 9 ساعات فقط! * حدثت الكارثة وهي طامة كبرى على هذه المدينة الساحلية، تخلخلت وغربلت فأضحت «كعصف مأكول» لتبرهن بالدليل القاطع والمشاهد مدى حجم الفساد الإداري الذي تخلل أغلب إداراتها!! وفضح الجهات المتواطئة والمتسببة والمسؤولة عن إحداث هذه المآسي.. الخ. * الخطر الداهم أو القنبلة الموقوتة ما تسمى «بحيرة المسك» في مفارقة عجيبة بخلاف اسمها وهي (بؤرة) للأوبئة والتلوث وشتى أنواع الجراثيم.. السؤال من الذي أنشأها، وما الهدف وكيف يحضر لكارثة بطول عشرة كيلو مترات وعمق ثمانية عشر متراً، مكونة من المجاري بمحاذاة مدينة جدة؟! كيف يتعايش البشر حول تلك الأبخرة، وكيف يعيشون وهم يتنفسون رذاذها، خصوصاً وجدة منطقة حارة؟!.. اسأل وأتساءل في غرابة هل لدى الدول الأخرى مثل بحيرة جدة في الغرب أو في الشرق، أو هنا في المناطق الأخرى لدينا كالرياض والشمال والجنوب؟! كيف استساغ الناس (وجودها)!! وكيف يتم التعامل معها؟! وكيف لا تنتقد وتحارب من الناس والسكان والعقول المميزة وبشدة؟!.. كيف يتعود الناس مثل هذه المأساة مثل هذا الضرر الفاعل والمباشر وكيف (يتقبلونه)؟! لماذا نتسبب ونسبب للناس هذا الضغط والاحتقان من الشعور بالألم والغبن والظلم والقهر بأكثر من خمسين مليون متر مكعب ذلكم بحجم الماء بالبحيرة الذي يوشك على الانفجار والفيضان لا قدر الله بسوء، لماذا لا يأتي تعاملنا وتصرفاتنا على بصيرة من تخطيط مدروس كبقية البشر في العالم؟! لماذا لا تدير إداراتنا شؤونها إلا بالكوارث؟! وبعد حدوثها!! لماذا تصرفاتنا وتعاملنا لا تراعي المتطلبات البيئية؟ لماذا الغباء والعنجهية والارتجالية مع البيئة والطبيعة البشرية؟! لماذا يسيطر الجشع والأطماع المادية على الحجة الواضحة والبينة كعين الشمس؟!. كيف لنا أن نتجرع هذه الهزيمة وهذه النكسة من دولة من العالم الأول إلى دولة (نامية) طبعاً بعد افتضاح أمرنا؟!. كل مسؤول عن رعيته، مثلنا الأعلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه حين كان يتفقد رعيته، وكل عقل مميز وغيور على أمن الوطن واستقراره لماذا لا يدخل بملاحظته بمرئياته بخبرته بعلمه بمعرفته لموطن أي خلل أو ملاحظة أي تصدع في صرح الوطن ولأمرائنا يوم مفتوح تناقش فيه القضايا ويطلع فيه على أحوال البلاد والعباد فورقة عمل أو شكوى أو تضرر أو أي امر يمس امن البلاد واستقرار أهله يجب أن يبلغ عنه. * خبراء بيئيون وخبراء مياه أخطروا ونوهوا وصرحوا عن وقوع فيضانات ستكون مدمرة وكارثية بالمنطقة، وآخرون أنذروا بخطورة انهيار سد بحيرة الصرف.. ويجب أخذ الحيطة والحذر والتدابير بشكل عملي لأن انهيار السد سيحدث كارثة تصل بالمياه إلى شارع الأمير محمد بن عبدالعزيز في مدة زمنية من ال6 إلى 9 ساعات فقط! نشرت هذا التقرير صحيفة المدينة مفصلاً قبل سبع سنوات من الآن، ورغم ذلك لا يزال المسؤولون في منأى عن مسؤوليتهم هذا وهم يعلمون خطورة السيول على المنطقة وخطورة مياه الصرف الصحي ، فالأرض مشبعة ومتشبعة بالماء وإن الكثير من مساحات أراضيها كانت بحاراً وبحيرات وتم ردمها وأنشئ عليها أحياء سكنية! * تقول جدتي: لافات الفوت ما ينفع الصوت! ونحن لا نود أن نرى تخبطاً أكثر حيال هذه القضية المأساوية ولكن الجميع يريدون حلولاً جذرية تنقذ الموقف من هذا الخزي وتنقذ مدينة جدة من الغرق وتسحب من الذين خذلوا الوطن وغدروا به المسؤولية، لنهبها من جديد فيمن توفرت بهم الأمانة والكفاءة ويكون اختيار المسؤول على نهج واضح من تقوى الله ومخافته تترجمها سلوكياته وأخلاقه العالية.. والأمل كبير في الله تعالى ثم فيما جاء به الأمر الملكي بتشكيل (لجنة عاجلة) لتقصي الحقائق في أسباب كوارث فاجعة جدة للتصدي بكل حزم للمتخاذلين والمتواطئين الذين تسببوا في وقوع الكارثة التي ألمت بسكان مدينة جدة والذي يؤكد عليه المتخصصون وأهل الخبرة بأن هذا الفساد قد بدأ منذ ثلاثين عاما في القطاعين الخاص والعام وإنه يجب أن يؤخذ بمبدأ الثواب والعقاب وكفى المتساهلين إجحافاً في حقوق الناس، كما أرجو ألا يطول بنا انتظار قرارات اللجان الحاسمة والصارمة، لتخرج علينا بنتائج (قوية) تصلح الشأن والله المستعان.