لم يسلم حي الجامعة من تداعيات سيول الأربعاء الحزين وقاسم الأحياء المتضررة الأخرى نفس المشاهد .. مياه آسنة" تملأ الطرقات ، و طميٌ يعيق الحركة فى شوارع الحي الداخلية و أكوام من السيارات المتعطلة التى هجرها أصحابها فرارا ، كل هذا بخلاف المساجد المهجورة والمدارس التى تبكى . "المدينة" تجولت بصعوبة بالغة في شوارع الحي المنكوب وسط أسراب الحشرات الناقلة للأمراض فكان هذا التحقيق الميداني من أرض المشكلة التي يعاني منها السكان . مسجد الحي عايد عودة عبدالله الحربي يقول : لأول مرة منذ أكثر من 50 عاما لم تقم صلاة عيد في مسجد الحي وهو مسجد "المشهد" الذي يعتبر حديثا في البناء منذ 4 سنوات تقريبا ، حيث امتلأ بمياه السيل إضافة إلى الساحات الخارجية وأرض المشهد التي ملأها الطين والوحل !!، لقد تعطّلت الحياة تقريبا في الكثير من الشوارع الداخلية للحي ، وإضافة إلى طفوحات المجاري التي اختلطت بمياه الأمطار وشكلت بؤرة للأمراض التي تنذر بكوارث صحية لا يمكن أن يتوقعها أحد. وأشار الحربي إلى أن جميع الأنظار ووسائل الإعلام اتجهت نحو الكارثة التي وقعت في قويزة والصواعد والأحياء الأخرى ونسيت حي الجامعة الذي أخذ نصيبه كاملا من الكارثة ومن لم يصدق ذلك ماعليه إلا الاتجاه بسيارته ووقوفها خارج الحي ومشاهدة منظر الكارثة على ارض الواقع . ويقول الحربي : إن مقبرة الحي تعتبر من أقدم المقابر في جدة ، حيث عمرها أكثر من 60 عاما ، وقد توقف الدفن فيها منذ فترة لامتلائها بالكامل ، وعندما هجم السيل عليها دمر السور الخارجي لها وواصل اندفاعه بشكل قوي على بيوت السكان من الجهة الأخرى ، وأصبحت الآن القبور مكشوفة للجميع!! ، وأشار إلى أن الأمانة قامت يوم أمس بوضع سور آخر "شبك حديدي" حتى لايتم التطفّل أو سرقة الجثث. عفش البيت علي حسن عبدالله الصمداني يقول : إن عفش البيت الذي تكبد من اجل شرائه 15 ألفا اتلف بالكامل وتم إخراجه من البيت حتى يجف إلا أن مياه الصرف الصحي ومابقي من مياه السيل أكملت الباقي من الكارثة وهو الآن يعتبر من المخلفات التي تنتظر تعطف الأمانة لرفعها وقال محب عسيري قال مياه السيل دخلت إلى الغرف ودمرت كل شيء فى البيت كما أن الشوارع المحيطة ببيوتنا جميعا أصبحت غير صالحة للمشي وسياراتنا فقدت والبعض الأخر أتلفت بالكامل ، ونحن الان نطارد لجنة رصد الأضرار من أجل تعبئة البيانات لديها ، أما علي حسن الصمداني فيقول إن السيل دخل علينا دون ان ينذرنا أحد حتى بعد أن دخل السيل في الأحياء التي تسبقنا في الكارثة وآليات الأمانة التي ترفع الأضرار من الشوارع لاتؤدى دورها بالشكل المطلوب. حبل الغسيل شاكر العتيبي ومحمد العتيبي يقولان : إن أعمدة الإنارة التي تحيط بالبيت تكسرت بالكامل وأصبحت بعد أن دخل علينا السيل تصدر دخانا كثيفا خشينا معه أن نصعق بالكهرباء ، وعندما غمرت مياه السيل (الدور الأول) من البيت أصبحنا نسبح في المياه ولا نستطيع أن نخرج من البيت إلا بعد أن ربطنا أخي بحبل الغسيل من أجل فتح الباب حتى نتمكن من الهرب والنجاة بأرواحنا . أمانة جدة : تأمين الآليات لرفع الأضرار وشفط السيول من حي الجامعة مدير المركز الإعلامي بأمانة جدة أحمد الغامدي قال إن جميع الآليات التي تم تأمينها من أجل رفع الأضرار وشفط مياه السيول من حي الجامعة تعمل على مدار الساعة، مشيرًا إلى أن «الأمانة» تتجه الآن الى زيادة عدد المعدات والآليات التي تمارس عمل رفع الأثاث المتناثر في معظم شوارع حي الجامعة، وخصوصًا الشوارع الداخلية، وأبان أن الاستنفار حالة تم العمل بها منذ بداية كارثة السيول في جدة لإنقاذ الأحياء المنكوبة، وأوضح أن العمل الذي تقوم به «الأمانة» في حي الجامعة يسير حسب الجدول المعد من قبل فرع بلدية حي الجامعة، لافتًا إلى أن الأضرار التي يشهدها حي الجامعة سيتم التعامل معها حسب المعطيات الميدانية. بخاري: أمراض فيروسية وبيئية تهدد سكان “الجامعة” الخبير البيئي المهندس محمد بن حبيب بخاري حذر من مغبّة بقاء المواطنين والمقيمين في حي الجامعة، خصوصًا بعد ان ظهرت مؤشرات خطيرة لاصابة بالعديد من الامراض الفيروسية والبيئية التي تنتشر بسرعة كبيرة خصوصًا في البيئة الحالية التي تساعد على ذلك، واهاب المهندس بخاري بأهمية الخروج من هذه المواقع التي تتجمع فيها مياه الامطار والتي اختلطت بمياه الصرف الصحي لما لها من تداعيات خطيرة على الصحة العامة للمواطنين والمقيمين على حد سواء، واشار الى أهمية ان تتخذ وزارة الصحة خطوة ميدانية وعملية للاهتمام بصحة المواطنين هناك، وتقوم بإجراء تطعيمات وقائية ضد الامراض التي تنتشر في مثل هذه الظروف البيئية.