تشهد محافظة تربة هذه الايام اجواء ربيعية معتدلة ساعدت الكثير من هواة صيد الصقور على الخروج الى البراري والمناطق الجبلية وقضاء امتع الاوقات في ظل الاشجار والكهوف ينطلقون منها في الصباح الباكر للبحث عن الصقور بالاضافة الى الكروان والحباري التي بدأت هجرتها من وسط اسيا الى افريقيا مرورا بالمملكة مع بداية شهر اكتوبر حيث اعد الكثير من هواة صيدها العدة من الشباك والمخدجة (الهباده والبرقع والسبوق والوكر والمهاد وطيور الحمام والسمان الذي يستخدم كطعم توضع عليه الشبكة). «المدينة» رافقت مجموعة من الشباب اثناء ذهابهم في رحلة برية نهاية الاسبوع للاستمتاع بالاجواء الربيعية الجميلة بالاضافة الى البحث عن الصقور واصطيادها. الصبر وهدوء الأعصاب الشاب ماجد الحربي يقول لقد خرجت في عطلة نهاية الاسبوع مع مجموعة من الزملاء قادمين من محافظة جدة للاستمتاع بالاجواء الربيعية المعتدلة والمائلة للبرودة بمحافظة تربة بالاضافة الى رغبتنا في البحث عن الصقور واصطيادها وتدريب الصقور التي بحوزتنا لوجود سهول منبسطة وواسعة يمكن ان تتم مراقبة الصقر فيها بسهولة. وعن عملية صيد الصقور قال ماجد تعتمد عملية صيد الصقور على الصبر وهدوء الاعصاب وتحمل المشقة اثناء البحث عن الصقور لأن العثور عليها اصبح شاقا خصوصا الحر بعد ان اخذت تتناقص اعداده بسبب الصيد. طرق صيد الصقور وطرق صيد الصقور كثيرة منها النقل بتشديد القاف وهو استخدام طائر الشبوط (( الشرياص )) ويربط في رجله خيط قوي يعلق به ريش طير وضع عليه شبك صغير ثم نطلقه لكي يبدو وكأنه يحمل صيدا فإذا كان في المنطقة صقر فإنه ينقض على الشبوط والريش الذي يحمله ظنا منه بأنه صيد فتعلق مخالب الصقر في الشبكة وينزل مع الشرياص الى الارض ويتم امساكه والطريق الاكثر استخداما هي بواسطة الحمام والسمان ويجب على الصقار التحلي بالصبر والبحث اولا عن الصقر في الاماكن التي تكثر بها الطيور والقوارض لأن الصقر دائما يبحث عن الفريسة وعند العثور على الصقر وتحديد موقعه يتم اطلاق الحمامة او السمان والتي وضع على ظهرها شبكة مصنوعة من خيوط النايلون القوية والرفيعة ذات العيون الصغيرة وتكون بحجم الطائر المراد اطلاقه كفريسة للصقر وتكون رجل الحمامة مربوطة بخيط نايلون متصل بالشبكة وفي طرفه الاخر ثقالة حتى لايحمل الصقر الفريسة ويذهب بها بعيدا عن الانظار. بعد ذلك يقترب الصقار بالسيارة الى موقع الصقر ويقوم بقذف الطريدة من نافذة السيارة اثناء السير بشرط ان لايراه الصقر وهو يقذف بالطائر ثم يغادر الموقع ويتوقف في مكان يسمح له بمراقبة الصقر ومكان الفريسة في وقت واحد حيث تؤدي حركة الحمامة او السمان ورفرفتها الى لفت انتباه الصقر الذي يسارع بالانقضاض عليها. الهبادة أو المخدجة وهي حديدة معدنية دائرية بقطر المتر موضوع عليها شبكة من الوسط ولها عصا طويلة حتى ترمي على الصقر من بعيد وهذه الطريقة تستخدم في الليل عندما يتم تحديد مكان الصقر بعد ان يتابعه الصقار حتى المغرب ويقوم بمراقبته حتى يظلم الليل ويستعين بشخص اخر حيث يقترب من موقع الصقر ويترك محرك السيارة في وضع التشغيل حتى لا ينتبه الصقر لخطوات الصقار وهو قادما اليه ثم يقوم مساعدة بتسليط ضوء كشاف يدوي قوي على عيني الصقر بينما يقوم هو بهبده او خدجه بالهبادة فيعلق في الشبكة ويمسك به وهذا يتطلب خبرة ومهارة وتجربة كبيرة من قبل الصقار حتى يتمكن من صيد الصقر. وتحدث يزيد البقمي بقوله ان الصقر الذي يتم اصطياده حديثا يكون شرسا وحشيا لذا يجب على الصقار كخطوة اولى ومهمة بلف جسم الصقر بقماش يسمى الزهمال او المهد لضم اجنحته الى جسمه بهدوء بعد ان يضع ابهاميه على ظهر الصقر والاصابع الوسطى حول صدره والصغيرة عند المخالب لمنعها من جرح الجسم او فقدان الريش لأن فقدانه يؤثر بشكل كبير على قيمة وسعر الصقر ثم بعد ذلك يقوم الصقار بوضع البرقع على عيني الصقر حتى يحجب الرؤية عنه ليهدأ روعه ويضع رابطا لرجليه وهي معروفة بالسبوق يشد بها الصقر الى كف الصياد الذي وضعه في دس وهو مصنوع من الجلد حتى لايغرس الصقر مخالبه في كف الصياد ثم بعد ذلك يوضع الصقر على الوكر وهو قطعة خشب دائرية من الاعلى ويوضع عليها غطاء يكون في الغالب اخضر وله عصا طويلة من الاسفل تنتهي بوتد يغرس في الارض ويوضع عليه الصقر.