بالرغم من جسامة المسؤولية ومشقة المهمة الملقاة على عاتق المملكة وهي تقوم بواجبها المقدس في خدمة ضيوف الرحمن والسهر على راحتهم وأمنهم ورعاية شؤونهم منذ أن تطأ أقدامهم الديار المقدسة وحتى العودة إلى أوطانهم سالمين غانمين وقد منّ الله عليهم بأداء الركن الخامس في الإسلام الذي يكتمل فيه الدين وتتم فيه النعمة وتغفر فيه الذنوب، فإن المملكة تنهض بهذه المسؤولية وما تتطلبه من أمانة بكثير من الحماس والتفاني والرضى، فهذه المسؤولية العظيمة التي تستشعرها المملكة ملكًا وحكومة وشعبًا وهي تضطلع بأعبائها وتنهض بأمانتها وتحمل رسالتها على مدار العام وتكرس لها كافة إمكاناتها البشرية والمادية تصبح ميسرة بعون الله وتوفيقه طالما خلصت النوايا وصدقت الأنفس وطالما تعاهد الجميع – مسؤولون ومواطنون - على المضي قدمًا في هذه المسيرة الخيرة بما مكنهم الله سبحانه وتعالى من قدرة ومقدرة، باذلين فيها الغالي والنفيس، غير متوانين - بمشيئة الله - في أي عمل من شأنه خدمة ضيوف الرحمن، وعدم السماح لأحد بتعكير صفو هذه الشعيرة المباركة، أوالنَّيل من أمن وفود الرحمن لأن أمن الحجيج مسؤولية لا تقبل التراخي واللين، ولا يمكن التعامل معها إلا بكل حزم وحسم؛ ولأن الحرص على الحجيج هو مقصد الأمانة، ومحك المسؤولية، وهو ما أكده خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كلمته الضافية التي وجهها - حفظه الله - أمس الأول إلى حجاج بيت الله الحرام لعام 1430ه. جهود القيادة الأمينة في خدمة شعبها والحجيج تمثلت أمس الأول أيضًا في رعاية المليك المفدى حفل افتتاح صرحين صحيين هامين : مدينة الملك عبدالله الطبية بالعاصمة المقدسة ومستشفى منى الوادي في مشعر منى اللذين سيستفيد منهما بإذن الله أهالي مكةالمكرمة وحجاج بيت الله الحرام والمعتمرون على مدار العام. وهو ما يعتبر إضافة هامة في سلسلة الصروح الوطنية الشامخة التي أصبحت تشكل معلمًا حضاريًا بارزًا لمملكة الإنسانية بما تعكسه من اهتمام خادم الحرمين الشريفين بتقدم وازدهار المملكة والارتقاء بالمواطن إلى أعلى المستويات وتكريس جهوده في خدمة الحرمين الشريفين وحجاج بيت الله الحرام.