كارثة حقيقية ، هذا هو الوصف الدقيق لما حصل في مدينة جدة يوم الأربعاء الماضي ، أمطار لمدة لم تتجاوز الخمس ساعات تتسبب في إزهاق أكثر من 77 روحاً بريئة حسب الإحصائيات الرسمية الأولية ، خسائر فادحة في ممتلكات المواطنين البسطاء في الأحياء الشرقية الجنوبية على وجه التحديد ، الطريق الدائري يتحول إلى ما يشبه منطقة تشليح السيارات التالفة – يعلم الله ما الذي حصل لمن كانوا يستقلونها - ، إشارات مرورية متعطلة منذ صباح الأربعاء و حتى ظهر الخميس في شارعي فلسطين و الملك عبدالله وسط غياب تام لرجال المرور حسب ما وقفت عليه بنفسي مما تسبب بحوادث مرورية إضافية ، قويزة و بحره و كيلو 14 و منطقة المطار القديم بكل أحيائها غرقت تماما و كذلك السبيل و البلد التي نزحت فيها مياه المجاري لتزيد الكارثة سوءًا. مستنقعات مائية في كل مكان و أنفاق غارقة تماما ، انهيارات أرضية في الشوارع و الأرصفة بل و أسوار الجامعة أيضاً ! اليوم ليس يوم عيدٍ بل يوم عزاء نواسي فيه أهالي الضحايا و لن نشعر بطعم العيد حتى تتم محاسبة جميع المسئولين عما حصل. لا نريد أن نسمع اليوم أعذاراً باليه تحمل المواطن المسئولية لأن المواطنين لم ينزلوا بمحض إرادتهم إلى مجاري أودية خطره بل كانوا آمنين في بيوتهم و سياراتهم التي تسير في طرق رئيسية بمدينتهم ، و لا نريد أن نسمع صوتاً يدعي أن المواطن هو المسئول عبر إقامة الأحياء العشوائية لأن أحداً لم يوفر له قبل ذلك البديل المناسب الذي يمكنه من ستر نفسه و أسرته. لا نريد أن نقرأ تقارير تتحدث عن خسائر التجار في هذا اليوم ، فهذا اليوم هو يوم المواطن البسيط و لا أحد سواه. نريد أن نسمع عن رجال يتحملون المسئولية و يقدمون استقالاتهم لأنهم لم يكونوا بحجم المسئولية التي تتطلبها مناصبهم. هذه الكارثة كان من الممكن أن تكون أكبر لو انفجر سد بحيرة المسك ، الذي حذر الخبراء و الإعلاميون دوماً من خطورة وضعه و وضع خطط التصريف بمدينة جدة إلا أن تعاملاً لا مسئولاً هو ما كان يحصل دوماً تجاه مثل هذه التحذيرات. أصدق الدعوات للضحايا بالرحمة و لأسرهم بالمواساة و الصبر و حسبنا الله و نعم الوكيل.