بعد تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر المشؤومة، استخدمت الولاياتالمتحدةالأمريكية ولا تزال، تهمة تمويل الإرهاب لتفكيك كل شبكة الجمعيات الخيرية ومؤسسات البر الإسلامية، التي تنتشر في أنحاء العالم، ومحاولة إغلاقها، وتجريم أصحابها والقائمين عليها والمتعاونين معها حيثما كانوا في أنحاء الأرض، وإجبار أغلب حكومات العالم، وهيئة الأممالمتحدة، على تبني قائمة تمويل الإرهاب الأمريكية، وتنفيذ كل إجراءاتها، والالتزام بمقتضياتها. ورغم أن الأغلبية الساحقة لهذه الجمعيات في جميع أنحاء العالم، قد أفلحت بفضل الله وعونه، في إثبات كذب الاتهامات الأمريكية الملفقة، وصمدت في وجه هذه الهجمة الصهيونية الظالمة، إلاَّ أنها تكبّدت أضرارًا فادحة خلال إجراءات التقاضي الطويلة، وتعرّضها للإغلاق التعسفي وتشويه السمعة، ممّا أخاف الناس من التبرع حتى بدولار واحد، فانخفضت بذلك إيرادات الجمعيات والمؤسسات الخيرية، إلى ما يقارب النصف، وقد تعرّض لكل هذه الاتهامات الباطلة أمراؤنا والمقتدرون من مواطنينا، وكثير من جمعيات البر والخير السعودية في مختلف أنحاء العالم. * * * اليوم يتحدث العالم كله عن الإرهاب الصهيوني، المتمثّل في مصادرة أراضي الفلسطينيين، وهدم منازلهم لإقامة مستوطنات صهيونية، وتوسعة المستوطنات القديمة خاصة في القدس، لكن أنباء قليلة للغاية، ولا تكاد تُذكر، تشير إلى حقيقة كون برامج التوسّع والاستيطان الصهيوني هذه في فلسطين عامة، والقدس خاصة، وكذلك برامج الهجرة اليهودية إلى الأرض المحتلة، يموّلها أثرياء يهود من جميع أنحاء العالم، خاصة من أمريكا، معروفة أسماؤهم، مشهورة صلتهم بالكيان الصهيوني، معلنة حجم تبرعاتهم وتمويلهم. لماذا لا تكون لنا نحن العرب والمسلمين، قائمة تجريم دولية لكل داعمي ومموّلي الإرهاب الصهيوني في فلسطينالمحتلة، تحت مظلة جامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي؟ ولماذا لا نحشد لدعم هذه القائمة والالتزام بها كل الدول الصديقة من غير العرب والمسلمين؟ وهي ممارسة للسيادة الوطنية لا تستلزم إعلان حرب على العدو، ولا تتطلّب استخدام قوة ضده؟! مع فارق ضخم هو أن القائمة الأمريكية لمموّلي الإرهاب، لا تمتلك أدلة ثبوتية، وإنما هو التلفيق، وتأبط الشر والأذى، بينما العدو الصهيوني لا ينكر هذا الإجرام، بل يعتبره حقّه المقدس، ويقدم لنا وللعالم كله كافة الإثباتات، فالكيان كله قائم على تهجير يهود العالم إلى فلسطين، وابتلاع أرضها، وتهجير مواطنيها!!