في مشهد قلّ أن يتكرر، ثلاثة حجاج يمثلون المواقع المضطربة عراقي وأفغاني وإيراني تفرقهم الأزمات وتجمعهم الغربة ويوحدهم النسك. قاسم العراقي ومحمدي الإيراني وحنيف الأفغاني هجروا بلدانهم نتيجة الحروب والصراعات المذهبية واستقروا في الدانمارك. جميعهم يقيمون في كوبنهاجن عاصمة الدانمارك منذ 15 عاماً. قالوا بأن الغربة تمثل العلاج الجارح البديل حين يكون مصيرك تنتظره رصاصة في أي يوم. وحين حاولنا أن ندخل معهم إلى ما يجري من أحداث داخل ساحات دولهم قال قاسم بأن العراق يشهد ما يشبه المحرقة من الداخل حيث تواجد التفجير وتواجد القتل بسبب الصراع المذهبي وعندما سألناه قال: أنا سني، وما يحدث للسنة هناك شيء مؤسف حتى اسمك يجب أن تدفع ثمنه. وقال محمدي ما يحدث في العراق يحدث في إيران ولكنه بشكل قد يكون أقل حدة أو اقل انكشافاً ووضوحاً وقد كشفت أحداث الانتخابات شيئاً من حقيقة ما يجري على الساحة الداخلية هناك فيما كان حنيف يصف بلاده بأنها الفريسة التي وقعت بين فكي كماشة فهناك محتل أجنبي على أراضينا وهناك طالبان. فجأة صمت الثلاثة وقالوا لنا: دعونا نستمتع بهذا المشهد العظيم وننسى أوضاعنا والأحداث المؤلمة. عدسة «المدينة» كانت ترقب المشهد الجميل كل منهم يرخي رأسه لموس أخيه لتتمازج في النهاية وتتحد رؤوس وأمواس عراقية إيرانية أفغانية.