أقل ما يوصف به مهرجان ( لا ... للعنف الأسري ) الأول ، والذي نظمته قبل أسبوع الشؤون الصحية بالمدينة المنورة بالتعاون مع بعض الجهات ذات العلاقة . إنه خطوة رائدة في سبيل توضيح مفهوم العنف الأسري ، وخطوة متقدمة خطتها تعاضداً تلك الجهات ، نحو إصلاح مأمول لحياة أسرية آمنة بمنأى عن العنف الأسري ، وأجزل الشكر للجهة المنظمة للمهرجان والجهات المشاركة لخطواتها الرائدة . ولكون الوقت يلعب دوراً مهما في حياتنا ، فقد استطاع أن يلعب دوره مرتين مع الجهة المنظمة للمهرجان ، مرة لثقتي أنه استغرق طويلا في الإعداد للمهرجان وتنظيمه، ومرة أخرى حين قصر واقتصرت عروض تلك الجهود والمتضمنة المحاضرات والمسرحيات والمسابقات ، إضافة للنقاشات مع الجماهير على يومين فقط. فهل يكفي يومان لعرض ما يفترض أن يعرض في أيام ؟؟ ربما من وجهة نظر القائمين على المهرجان يكون اليومان قد حققا نجاحاً ترجم توقعاتهم ، إلا أن نجاحاً أكبر كان سيتحقق ، لو تضاعفت الأيام ، فقد حالت حدود الزمن دون حضور كثير ممن أرادوا حضور المهرجان . فظاهرة ،كظاهرة العنف الأسري ، تُستنفر لأجلها الجهات وتكُرس لها الجهود ، بحاجة لأكثر من مهرجان ، وأكثر من ملتقى ، بل إنها بحاجة لأيام متتالية تتسع خلالها الفعاليات . ما ظني بيومين كافية لفتح جميع أوراق وملفات العنف الأسري تعريفاً وتوعية ، وتوجيهاً للأنظار إليه من خلال إثراء الناس بالحقائق والقصص الواقعية عن العنف ، لنبذه بمجابهته والتصدي له . فليت (مهرجان.. لا.. للعنف الأسري) طالت فترة إقامته، لينقل رسالته كاملة لأكبر شريحة جماهيرية ممكنة. وليت الجهة المنظمة للمهرجان اختارت لفعالياتها كلمة بديلة عن كلمة ( مهرجان ) ،كأن يكون العنوان - ملتقى .. لا للعنف الأسري - ، أو فعاليات ... لا للعنف الأسري - ، فحسب حدود علمي المتواضع أن كلمة ( مهرجان ) تعني الاحتفاء والفرح ، ولسنا بموقع نحتفي فيه بالعنف الأسري .