«من يملك المعلومة يملك مفاتيح النجاح» غالبا ما يعاب على الاعلاميين أنهم يرتجلون الاخبار ويقطعونها من سياقها، فيشوهون الحقائق!! وينشرون الاشاعات دون التأكد من مدى صحتها أو مصدرها.. غريقة جدة مثال على ارتجال بعض الاعلاميين والكتاب لما طارت به الاقاويل من معلومات لا أساس لها من الصحة ولم يعرف مصدرها، فمنهم من استند إلى رواية «عقدة الرجولة الطاغية» التي منعت بسالة فتاة لبنانية من انقاذ الغريقة!! ومنهم من استند لرواية «تخاذل الدفاع المدني في الانقاذ» ومنهم من القى باللائمة على فلان وعلان!! وبعد أن انتهت القضية وتم العثور على الجثة وهي مختفية الملامح، وبعد شهادة الشهود وتصريحات أهل الضحية، تمكنا من معرفة الحقيقة واستطعنا الربط بين خيوطها.. ولو نظرنا لما خطته بعض الاقلام لوجدنا أن فيها شيء من التجني والظلم على الأفراد والمؤسسات.. من المعلوم بأن الاعلام يحتاج إلى معلومات حقيقية عن الخبر أو الحادثة، وما لم يحصل عليها الاعلام سوف يضطر الى التوقع او التخمين او يبني خبره على الظنون وآراء المحيطين الغير مستندة إلى الحقائق.. يقول أهل الاعلام: «ان لم تغذي الاعلام بالمعلومة الصحيحة سوف يغذيك بالمعلومات الخاطئة..» لكن قد يسيء الاعلامي استخدام المعلومة رغم صحتها، ويتجاوز الحد المسموح به إلى التشهير والفضيحة. وقضية المجاهر بالمعصية ليست بعيدة عنا، فقد فضح على رأس الأشهاد باسمه الصريح دون النظر لتبعات ذلك عليه وعلى أهله من نظرة دونية وسلبية قد تؤثر على علاقتهم بالآخرين من أقارب وأنساب.. وفي الكويت لم يتوانا الاعلام من التأكيد عن مدى صحة المعلومة، حيث نشر خبر وفاة رجل الاعمال «منتحراً» دون الرجوع لتقرير الطبيب الشرعي، ولو افترضنا صحة ذلك فإنه من غير المناسب التشهير وفضح الأموات وتجني عليهم.. فإنه من اكرام الميت سرعة دفنه وذكره بالخير وتجنب الاساءة عليه.. إن من الأمانة الصحفية في نقل الأخبار والمعلومات للجماهير هو الحرص على المصداقية دون الاساءة لأي طرف من أطراف القضية.. ففي وضع مثل الفضائح يفضل أن يتم التحفظ على الأسماء حفاظا على سمعة واسم العائلة وبقية أفرادها الذين لا علاقة لهم بالموضوع.. ومن جانب مصدر الخبر ان يلتزم بشيء من الشفافية والمصداقية مع وسائل الاعلام كما يجب على الاعلامي أن يتحرى المصداقية والموضوعية وان لا ينجرف خلف السبق الصحفي على حساب الحقيقة أو الفضيحة.. [email protected]