طالعت مقال للأخت فاتن محمد حسين نشر في صحيفة المدينة بتاريخ 17/11/2021م بعنوان (الصحف الورقية بين الاندثار والهندرة). الحقيقة أن الكثير من الكتب والمطبوعات الورقية الجيدة تراجعت العناية بها منذ عدة سنوات بسبب إجحاف دور النشر والطباعة والتوزيع في الشروط المفروضة على المؤلفين والكتاب، وكثير من الكتب والمطبوعات الموجودة في الأسواق والمكتبات ومعارض الكتاب تهتم بالكم ولا تعرف للكيف سبيلاً، لأنها تريد كسب أكبر قدر ممكن ماديًا دون النظر للمحتوى والكيف، وهذا أحد أسباب توقف العديد من الكُتاب والمؤلفين عن مواصلة رسالتهم وتراجع عزيمتهم وإصابة بعضهم بصدمات نفسية أو عصبية أو غيرها. سبق أن كتبت عن هذا في خطاب رسمي لمعالي وزير الإعلام عام 1424ه وقدمت بعض المقترحات، وأشرت لذلك أيضًا في مقدمة كتابي (رجل المهمات الصعبة) 1439ه، ولم يتطور شيئ. لاشك أن التطورات المعلوماتية فتحت المجال أمام الجميع لملء الفراغ الواسع دون النظر لجودة المادة وأهدافها ونتائجها، لكن الكتاب أو الصحيفة أو المعلومة المطبوعة لها عشاقها ومفهوم أهدافها، وهي الباقية والمؤثرة مهما تطورت وسائل التواصل، وأقرب مثال ما حدث قبل أيام عندما تعطلت وسيلة التواصل الواتس آب، وما يجري حاليًا على موقع الياهو، وهذا أمر متوقع في أي وقت له ولغيره من تلك الوسائل.. أما المطبوعة الورقية فهي محفوظة رغم مرور العصور، وبها وصلتنا المعلومات عن تاريخ العصور السابقة وأعمال الأسلاف الخالدة والاختراعات والنظريات التي لا نزال نستخدم بعضها ونطور البعض الآخر، أو نستحدث غيرها. مع تقديري لفكرة تحويل المؤسسات الصحفية لشركات فمن وجهة نظري وتجاربي المتنوعة ليست كل الأعمال تصلح لتكون شركات، وأصحاب الرأي النهائي هم المختصون في ذلك.. أما موضوع تأخير تسديد قيمة الإعلانات الحكومية فهو ذو شجون طويلة بين المطرقة والسندان كأي موضوع مشابه، وأصحابها الأجدر بالإجابة عليها. أتمنى أن تكون هناك جهة راعية للكُتاب والمؤلفين، وأن يقام مشروع استثماري مشترك لتمويل الصحافة والصحف، وجهة قادرة على حسن التمييز بين الغث والثمين، ومراعاة تطبيق قواعد جودة العبارة والتعبير، والمحافظة على حسن استخدام قواعد اللغة العربية، لغة القرآن الكريم، وتجنب المجاملات والمحسوبيات وخاصة عندما تمس الأشخاص والأطفال والمجتمع. * استشاري ومحكم دولي