أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم رسميًا عن انطلاق عمل مونيكا ستاب، أوّل مدربة لمنتخب كرة القدم للسيدات في تاريخ المملكة، وذلك في حدث خاص عُقد في مركز الاتحاد. وتعليقًا على هذه الخطوة قالت مديرة إدارة كرة القدم النسائية وعضوة مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم لمياء بنت بهيان: "لقد بدأنا رحلة مشوقة نحو تطوير كرة القدم النسائية في المملكة، ونسير بخطى ثابتة وفق استراتيجية تطوير طموحة نتشارك فيها جميعنا الشغف والطموح والهمة للارتقاء بكرة القدم النسائية والوصول بها لأعلى المستويات. وبلا شك، يحظى القطاع الرياضي باهتمام ودعم كبيرين تحت الرؤية الطموحة للمملكة العربية السعودية بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده سيدي الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – وهذا الدعم اللامحدود ينبئ بمستقبل مبشر وواعد لكرة القدم النسائية. كما أن اهتمام وزارة الرياضة المباشر لملف كرة القدم النسائية بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، له دور أساسي في وضع وبناء الأسس المتينة لتنمية وتطوير كرة القدم النسائية. وكنتيجة أولية لهذا الدعم، تم إنشاء إدارة مختصّة بالإشراف على كرة القدم النسائيّة في الاتحاد السعودي لكرة القدم في شهر سبتمبر 2019م وأصبحت الان كرة القدم النسائية ركيزة أساسية من ركائز استراتيجية تحول كرة القدم السعودية التي أطلقها الاتحاد السعودي لكرة القدم في سبتمبر 2021م بقيادة رئيس الاتحاد الأستاذ ياسر المسحل. وأضافت لمياء: وبالنسبة لتعيين ستاب، فهو يعتبر خطوة رائعة للمساهمة في تطوير رياضة كرة القدم النسائية في المملكة، حيث تعتبر ستاب واحدة من أبرز الشخصيات الداعمة لكرة القدم النسائية في مختلف أنحاء العالم وتحمل في جعبتها الكثير من الخبرات والتجارب الثرية في مجال تدريب كرة القدم تمتد إلى 14 عاماً وتشمل 80 دولة في آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية وساهمت في تعزيز جهود تطوير كرة القدم النسائية في تلك الدول. ولا يقتصر تعيين ستاب على فقط تأسيس وتطوير وقيادة المنتخب الوطني الأول للسيدات، بل ستساهم ستاب في تأسيس وتطوير ورفع أعداد المدربات السعوديات المرخصات والاشراف عليهن، كما ستتولى ستاب مسؤولية الإشراف الفني على مراكز التدريب الإقليمية لليافعات". شغف حقيقي ومن جانبها، عبرت ستاب عن سعادتها بالانضمام إلى جهود المملكة في تطوير كرة القدم النسائية، وقالت: "قد لا يدرك الأشخاص الذين لم يسبق لهم زيارة المملكة أهمية هذه الفرصة، التي أعتبرها واحدة من أكثر الفرص حماسة في عالم الرياضة، وأفتخر بحصولي على شرف قيادة المنتخب الوطني الأول للسيدات في المملكة العربية السعودية. ويتمتع السعوديون رجالاً ونساءً وبمختلف أعمارهم بشغف كبير لكرة القدم، إذ تُشكل الرياضة محوراً يجمعهم ويقرب فيما بينهم. وشعرت بهذا الشغف الحقيقي للعبة منذ زيارتي الأولى للمملكة. كما أجد رصيداً هائلاً من الطاقة والأمل والحماس وهو ما يحفزني بشكل شخصي. وتزخر المملكة برصيد هائل من المواهب، إذ يُشكل الشباب تحت سن ال 25 شريحة كبيرة من تعداد سكان الدولة، ما يتيح لنا فرصة هائلة لاستكشاف لاعبين يافعين ورعاية مواهبهم". وتابعت قائلة: "لاحظت اعتماد المملكة لاستراتيجية طويلة الأمد في هذا الصدد. ولذا، أرى بأنّ جميع العناصر المطلوبة لنجاح مساعينا متوفرة، فنحن لا نُحاول الترويج لكرة القدم من نقطة الصفر، إذ أن لا حاجة لنا لذلك، فهي متغلغلة بالفعل في قلوب الناس هُنا، ويعتبرونها رياضتهم الوطنية. وأمّا الآن، فنحن أمام خطة واضحة وفرصة لاغتنام هذه الإمكانات وإعادة رسم ملامح هذه الرياضة في المملكة. وأنا فخورة ومتحمسة لتأدية هذا الدور المتواضع في رحلة واحدة من الدول التي تُسجل أسرع معدلات النمو في القطاع الرياضي في العالم". أساسات راسخة وأسهمت الاستثمارات الكبيرة التي خصصتها وزارة الرياضة في المملكة للرياضات النسائية في وضع أساسات راسخة لمستقبل واعد لكرة القدم النسائية في السعودية. ومثّل انطلاق النسخة الأولى من دوري كرة القدم المجتمعي للسيدات 2020، الذي يُنظمه الاتحاد السعودي للرياضة للجميع تحت إشراف الاتحاد السعودي لكرة القدم، لحظة تاريخية ونجاحاً مبهراً مع مشاركة ما يزيد عن 600 لاعبة تُمثل 24 فريقاً في ثلاثة مدن. كما تم تشكيل المنتخب الوطني لكرة الصالات للسيدات قبل عام واحد، حيث نجح في تحقيق الميدالية البرونزية خلال النسخة السادسة من دورة الألعاب النسائية الخليجية التي استضافتها الكويت. وشارك الفريق لغاية الآن في أربعة معسكرات تدريبية داخلية ومعسكر خارجي واحد في كرواتيا، حيث خاض أربعة مباريات ودية ضمن استعداداته للاستحقاقات المستقبلية على الصعيدين الإقليمي والعالمي. كما بدأ الاتحاد السعودي لكرة القدم بجني ثمار دورات الرخص الفنية ودورات الحكام التي يُنظمها، مع تسجيل أكثر من 90 سيدة كحكم مبتدئ (63 على الملاعب العشبية و27 لكرة الصالات) و59 مدربة معتمدة (41 من حملة رخصة الفئة سي و18 من المستوى الأول لكرة الصالات) لدى الاتحاد، إلى جانب زيادة معدلات المشاركة والاهتمام بهذه الاختصاصات في جميع أنحاء المملكة. رائدة يشار إلى أن المدربة الألمانية تعد رائدة من رائدات تطوير كرة القدم النسائية في مختلف أنحاء العالم، وتحمل رصيداً واسعاً من الخبرات المتنوعة في عالم كرة القدم الاحترافية وتدريب المنتخبات الوطنية وإدارة الأندية وشغل المناصب التنفيذية رفيعة المستوى. وحظي مشهد كرة القدم النسائية في المملكة العربية السعودية بزخم متزايد، لا سيما بعد تأسيس أول إدارة متخصصة لكرة القدم النسائية عام 2019 تحت إشراف عضو مجلس الإدارة السابق الأستاذة أضواء العريفي وبقيادة لمياء بن بهيان، اللاعبة الهاوية السابقة والمحامية المعتمدة وعضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم. وشهدت الرياضات النسائية في ظلّ رؤية المملكة 2030 المُلهمة زيادة مذهلة في معدلات المشاركة والتفاعل وصلت إلى 149% على مدى الأعوام الأربعة الماضية. وتقوم، حالياً، ما يزيد عن 195 ألف فتاة تتراوح أعمارهن بين 5-15 عاماً بممارسة الرياضة بشكل أسبوعي، الأمر الذي أبهر ستاب وزاد من حماسها لتولي المنصب الجديد. ويعود إعجاب ستاب بالمملكة العربية السعودية لما قبل قبولها بالمنصب الجديد، لا سيما عندما زارتها لتقديم دورة تدريبية لمنح الرخصة التدريبية للمدربات من الفئة سي، حيث لمست مقدار الشغف الذي تزخر به المملكة بكرة القدم ومدى الطموح لتطوير قطاع كرة القدم النسائية فيها. ومنذ تعيينها الشهر الماضي، حرصت ستاب على دراسة جميع جوانب منظومة كرة القدم السعودية عن كثب، حيث قامت بزيارة المنتخب الوطني لكرة الصالات وأندية كرة القدم النسائية المجتمعية القائمة، كما اجتمعت مع مدربات كرة القدم السعوديات المعتمدات، وأشرفت على الجوانب الفنية لمركز الرياض التدريبي الإقليمي لليافعات. ومنذ تعيينها، التقت ستاب بوزير الرياضة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل ورئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأستاذ ياسر المسحل والأمين العام إبراهيم القاسم والمدير الفني للاتحاد ايوان لوبيسكو وأيضاً مدير عام معهد إعداد القادة ورئيس أكاديمية مهد الرياضية عبدالله حماد وأخيراً مع هيرفي رينارد، مدرب المنتخب الوطني الأول لكرة القدم في المملكة العربية السعودية.