ليست الدراسة في المدارس والمعاهد والجامعات ونيل الشهادات دليل الفكر والمعرفة، وإنما هي التخلق بأخلاق النبي محمد صلى الله عليه وسلم والسير على نهجه والاقتداء به قال تعالى (وإنك لعلى خلق عظيم). والمعرفة هي التزام أوامر الدين الحنيف والتمسك به في وقت المحن والفتن ومصاحبة أهل الاستقامة والتقوى والصلاح، وهؤلاء نجدهم قلة لا تقرع لهم طبول ولا يرتجل فيهم الشعر ولا القصيد وليس لهم فى الدنيا غير الستر، ولكن أخلاقهم تترجم في عملهم الذي يرفع من قدرهم وليست شهاداتهم العليا أو حصولهم على دكتوراة فخرية او جوائز رسمية تميزهم عند الله أو الخلق.. كلا يا كرام إن أصحاب المعرفة أو العارفين بالله هم الذين عرفوا الله في الرخاء فعرفهم بالشدة، هم أهل الصلاح والاستقامة والضمير اليقظ، هم الذين إذا أقسموا على الله لأبرهم تراهم ركعاً سجداً في الليل والنهار، تجدهم دائماً من وراء الكواليس وفي آخر الصفوف وإذا حضروا يجهلهم الناس وإن غابوا لم يسأل عنهم أحد ولم يفتقدوا وإذا ماتوا لم يشيعوا بموكب ولا اعلام، يعرفهم أهل السماء قبل الارض، أما عن منازلهم فهى الفردوس الاعلى من الجنة بإذن الله.. أسأل الله أن نكون وإياكم منهم.