* تعتبر المكتبة الخاصة لأي مثقف من الكنوز المعرفية القيمة في حياته، فقد كونها خلال مراحل عمره، وبذل في سبيل جمع محتوياتها الغالي والنفيس من الكتب المتنوعة، في شتى شؤون الآداب والعلوم النافعة، واستطاع من خلالها -قراءة- أن يعوّض ما فاته من سني الدراسة، وأن يحلق في سماء الإبداع ثقافة وعلماً وأدباً، إلى غير ذلك مما له صلة بفنون القراءة وتخصصاتها. * وهناك العديد من أفراد المجتمع ممن امتلكوا مكتبات خاصة كلفت آلاف الريالات تصرفوا فيها في أواخر حياتهم إما بالبيع -لحاجتهم- أو ورّثوها لأسرهم لأن فيهم من أشبه مورثهم في حب القراءة والإفادة منها دنيا ودين حال حياته ومنهم من رأى أن في إهدائها للمكتبات العامة أو دور العلم والمؤسسات الخيرية التي تعنى بالكتب الزاخرة بالعلوم والمعرفة كصدقة جارية لهم بعد مماتهم، وهناك العديد من نهج هذا النهج في مكتباتهم الخاصة حال حياتهم أو أوصوا بذلك بعد رحيلهم، ومن هؤلاء ورثة الشيخ أحمد بن عبدالله الصالح -رحمه الله- فقد أهدوا مكتبة والدهم المشتملة على كتب قيمة في العلوم الشرعية واللغة والأدب والشعر والتاريخ القديم والمعاصر والمعاجم الجغرافية للمملكة العربية السعودية وغيرها من الموضوعات ذات الأهمية، أهدوها لمكتبة الملك فهد الوطنية دعماً لها في خدمة العلم وطلابه. * وعلى إثر هذه الهدية القيمة، أعرب الأمين العام لمكتبة الملك فهد الوطنية المكلف الدكتور منصور بن عبدالله الزامل تقديره وشكره لورثة الشيخ أحمد بن عبدالله الصالح على مبادرتهم التي تنم عن ثقتهم بالدور الذي تضطلع به مكتبة الملك فهد الوطنية منذ تأسيسها ورعايتها من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- في توسيع مجموعاتها وتنويعها للباحثين وطلبة العلم والمستفيدين. * خاتمة: عملية إهداء المكتبات الخاصة من ذويها للمكتبات العامة ودور العلم والمؤسسات العلمية الخيرية حال حياتهم أو بعد مماتهم عملية دأب عليها بعض أصحاب المكتبات الخاصة، وهي عملية مطلوبة وفكرة رائدة تعود بالخير والثواب والصدقات الجارية لمالكيها سواءً كانوا أحياءً أو أمواتاً، ومساهمة فاعلة في دعم المكتبات العامة كمكتبة الملك فهد الوطنية وما يماثلها من المكتبات الأخرى، المشهود لها بالجهود المثمرة في خدمة العلم وطلابه، كما انني أتمنى على من يملكون مكتبات خاصة وقد قاربوا على الرحيل وليس في ورثتهم من هم بحاجة لها أن يهدوها للمكتبات العامة دعماً لخدمة العلم وطلابه ومبرة لمالكيها، بدلاً من أن تبقى حبيسة منازلهم عرضة لشوائب الكتب وآفاتها.