القيادة الطليعية وجهت إلى خصخصة الأندية الرياضية في برنامج التحول الوطني أحد أدوات تنفيذ رؤية 2030.. الأدبيات الإدارية تركز على رفع كفاءة أداء الحكومات الحديثة في القرن الحادي والعشرين.. فتبعًا لمبدأ الندرة يتوجب استخدام الموارد المتاحة للدولة بالطريقة المثلى لتحقيق مصلحة المجتمع.. وكان المأمول من دراسة الجدوى الاقتصادية تضمينها مخطط الهيكلية المستقبلية والكيفية التشغيلية في الدوري السعودي لكرة القدم للمحترفين من خلال لجنة لمراجعة الحوكمة الحالية ووضع نماذج بديلة مع تجهيز التقييمات العقارية والتنبؤات المالية والقيمة المقدرة الإجمالية والآلية المقترحة للتحضير للخصخصة وتقديمها إلى المجلس الاقتصادي الأعلى لأخذ الموافقة استهدافًا لرفع معدل النمو وتحقيق المستقبل المستدام. كرة القدم هي الرياضة الأبرز في المملكة والقيمة السوقية لدوري المحترفين السعودي وفقًا لموقع «ترانسفير ماركت» ارتفعت مؤخرًا في 2021 إلى 368.25 مليون يورو وهي القيمة الأعلى في تاريخه على الإطلاق.. الخصخصة هدفها توليد زيادة كبيرة في تدفقات الإيرادات التقليدية مع عدم تنفير الداعمين والمستثمرين الحاليين والمستقبليين محليًا ودوليًا وزيادة المشاهدة وقاعدة المشجعين. فكيف تتم الخصخصة؟ من الممارسات السائدة تعيين مكتب عالمي مستقل متخصص في تقييم الأداء وإجراء التعاقدات وتطوير الكيانات وقياس النتائج.. وهذا لنزع الصبغة البيروقراطية وتلافي الخصخصة العشوائية حيث لا تتوفر للأجهزة الحكومية الخبرة الكافية.. إذًا الشفافية هي حجر الزاوية. لماذا تعاني الخصخصة في البلدان النامية من البطء وضحالة التنفيذ؟ أهم العوائق الفساد بشتى أشكاله.. ويتلوه ضعف القدرة التنظيمية وقوة جماعات الضغط وعدم الاقتناع.. والصراعات داخل وبين مجموعات النخب وجماعات الضغط حول توزيع الأرباح.. كما أن العشائرية واحتكار القلة دومًا تقاوم تغيير المعادلة القائمة والدجاجة التي تبيض ذهبًا.. بالإضافة إلى الأساليب المتبعة والمحسوبيات في الشبكات الاجتماعية مما يجعل صنع القرار وتماسك إستراتيجيات الإصلاح أمرًا مستحيلًا. التحديات.. الإمكانات الهيكلية لكرة القدم السعودية ضخمة ولكنها ليست في حالها الأفضل.. اليوم وبعد كثير من التفاؤل في أوائل عام 2017 لم يتم التأكيد بعد على خطة محددة تتضمن الخطوات الإجرائية والمخططات الزمنية الدقيقة لتحويل الأندية إلى كيانات مؤسسية وإضفاء الطابع الرسمي على عملية الخصخصة.. غياب هذا الإطار يخلق طريقًا خاطئًا فهو لا يجعل الأداء أكثر كفاءة بل أكثر فوضوية! هل ثمة دليل إرشادي لهذه المتاهة الرياضية.. إلا (لقاح الخصخصة)؟