التقى رئيس الوزراء السوداني الدكتور عبدالله حمدوك أمس في العاصمة الخرطوم، بمبعوث الولاياتالمتحدةالأمريكية للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان. وبحث الجانبان خلال اللقاء الأوضاع السياسية في السودان، وأهمية المحافظة على عملية الانتقال المدني الديموقراطي, بالإضافة إلى الالتزام بالوثيقة الدستورية واتفاقية جوبا للسلام. وبعد ساعات من إغلاق طرق وسط العاصمة الخرطوم من قبل محتجين أتوا من ساحة الاعتصام المنصوب أمام بوابة القصر الجمهوري، تمكنت شرطة العاصمة من فتحها. وأفاد مراسل قناة «العربية الحدث» بأن عناصر الشرطة فتحوا جسر المك نمر، الذي يربط بين مدينتي بحري والخرطوم، بالإضافة إلى شارع النيل قرب مقر وزارة الخارجية، بعد أن أغلقهما المحتجون، على وقع تصاعد التوتر. كما أشار إلى أن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع، لتفريق أعداد من المحتجين أعلى الجسر. وكان المعتصمون منذ 9 أيام، بمحيط القصر الرئاسي أقدموا بوقت سابق، أمس، على إغلاق الطرق، وإضرام النيران في الإطارات. في حين نفذت القوات الأمنية انتشارًا مكثفًا وسط العاصمة، ولاسيما بالقرب من وزارة الخارجية. وأتى هذا التحرك، بعد مظاهرات حاشدة شهدتها الخرطوم يوم الخميس الماضي، لأنصار ومؤيدي قوى الحرية والتغيير، للمطالبة بتسليم الحكم للسلطة المدنية وإبعاد العسكريين. كما جاء، بعد تحذير قوى إعلان الحرية والتغيير، خلال مؤتمر صحافي حاول متظاهرون داعمون للجيش تعطيله، من «انقلاب زاحف» في البلاد، وتجديد دعمها لرئيس الوزراء عبدالله حمدوك. وقال ياسر عرمان، عضو المجلس القيادي في تلك القوى التي أطلقت الاحتجاجات ضد الرئيس السابق عمر البشير عام 2019، «نجدد الثقة بالحكومة ورئيس الحكومة». يذكر أن الخلافات تصاعدت منذ سبتمبر الماضي، بين المكون المدني والعسكري اللذين يتقاسمان السلطة في البلاد، بعد أن تقاذف الطرفان الاتهامات وتحميل المسؤوليات عن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والسياسية وحتى الأمنية. فبينما ألمح العسكريون إلى محاولات إقصاء ينتهجها المكون المدني في البلاد، مستأثرًا بالسلطة، اتهم الطرف المقابل القوى العسكرية بمحاولة زعزعة الحكومة المدنيّة.