بعبارات التفاؤل والأمل، عبر والد الشابين أسامة وعبد الكريم الزايدي عن سعادته بتعافي أبنائه، وعودة النظر لهما، بعد معاناة بسبب ضعف بصري شديد بسبب اعتلال الشبكية الوراثي الناتج عن طفرة في جين RPE65، وانتظار دام 13 عاما حتى الحصول على علاج. الشابان البالغان من العمر 14 و16عامًا، خضعا لعملية جراحية من قبل فريق طبي في مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض، وذلك باستخدام العلاج بالجينات وحقن دواء Luxturna لوكستورنا، الذي يعد من أحدث الطرق العلاجية في العالم، ونتج عن العملية إعادة النظر لهما، بعد معاناتهما من مرض نادر. وقال والد الشابين الزايدي ل"العربية.نت": "العملية تمت بكل نجاح لابنيّ أسامة وعبد الكريم في عين واحدة لكلا منهما، في الوقت الذي عاشت فيه الأسرة لحظات السعادة بتحسن حالة الإبصار لأسامة وعبد الكريم، ونحن في انتظار إكمال العمليتين للعين الثانية لكل منهما". كما أضاف: "ابنيّ كانا يعانيان من الرؤية ليلاً، وخاصة في الشوارع المظلمة، والآن العلاج أدى إلى توسيع مجال الرؤية وننتظر دعم قوة الرؤية في العملية القادمة، بعد معاناة إصابتهما بأحد أمراض العشى الليلي وضمور في الجينات، ولديهما مشكلة اهتزاز الرؤية والسير في الأنوار الخافتة، والآن تحسن مجال النظر. بدأت قصة الشاب أسامة (16 عامًا) وشقيقه عبد الكريم الزايدي (14 عامًا) في مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض؛ إذ كانا يعانيان "العشى الليلي"، وهو ضعف حاد في الإبصار في الإضاءة الخافتة. من جهته علق وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة عبر حسابه الرسمي في "تويتر"، على القصة التي وثَّقها مركز التواصل الحكومي لرحلة علاج شقيقين للعلاج من العشى الليلي: "إنها قصة نجاح ملهمة لعودة البصر لشابين، وهي أحد المنجزات الوطنية التي تجعلنا نزداد فخراً بقيادتنا وبالكوادر الطبية". بدوره، أوضح الرئيس التنفيذي بمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون الدكتور عبد العزيز الراجحي، أن العلاج بالجينات وحقن دواء Luxturna هو الأول من نوعه في علاج مرض التهاب الشبكية الصبغي، وتعد المملكة العربية السعودية الأولى على مستوى دول الشرق الأوسط وآسيا وفي أميركا وأوروبا التي استخدمت هذا الدواء، حيث تم علاج أول مريضة في المملكة عام 2019. كما بين الدكتور الراجحي أن اكتشاف هذا الدواء يعد نقلة عالمية في العلاج بالجينات ويستخدم للمرضى الذين يعانون من خلل وراثي وطفرة في جين (RPE65) والمرتبط بضمور الشبكية ويؤدي إلى ضعف الإبصار تدريجيًا وقد ينتهي الأمر بالعمى الكلي، مشيراً إلى أن علاج المرضى يتم بحقن الدواء تحت الشبكية حيث يعمل على وقف تدهور النظر وفي بعض الحالات يحدث تحسن بسيط في البصر، مما يسمح للمريض بالتحرك بحرية في محيطه المباشر خاصة في ظروف الإضاءة الخافتة. من جانبه، قال الدكتور سليمان السليمان قائد الفريق الجراحي في المستشفى استشاري جراحة الشبكية والالتهابات العنبية: "إن هذا النوع من العلاج يعمل على تقديم نسخة طبيعية من الجين (RPE65) مباشرة إلى خلايا الشبكية لتتمكن من إنتاج البروتين الطبيعي الذي يحول الضوء إلى إشارات كهربائية في العين، تساعد المريض على الرؤية بشكل أفضل". وأوضح أنه لم يكن هناك علاج لهذا المرض الذي تسببه طفرة جينية تتفاقم تدريجيًّا عبر السنوات حتى العمى الكلي، وخلال عام 2017 نُشرت دراسة بأن لوكستورنا علاج آمن لهذا المرض، وفي 2019 تم توفير العلاج في السعودية، وتبلغ قيمته للعين الواحدة نحو مليون ونصف المليون ريال، وتقدمه السعودية مجانًا، وسجَّل الفيديو لحظات إنسانية، تعكس أثر هذا الإنجاز الطبي على حياتهما بعد شهر من إجراء العملية.