شهد مؤتمر الناشرين الأول إقامة جلسة بعنوان "سلسلة قيمة النشر" : من الناشر إلى المكتبات إلى القراء" شارك فيها الناشرون العرب والدوليون؛ محمد الفريح، وصافي الصافي، وعمر شبارو، وعبدالحليم عرب، وبيل كينيدي، وتحدثوا فيها عن الأطراف الفاعلة في صناعة النشر، ونقاط الضعف فيها، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي والدولي. وقدم محمد الفريح مدير إدارة النشر والترجمة بشركة العبيكان في مداخلته، كشفاً عن أهم القطاعات المؤثرة والفاعلة في صناعة النشر العالمية، موضحاً الكثافة التسويقية لقطاع النشر في المملكة العربية السعودية تضعه في مراكز متقدمة عالمياً. وعرّج الفريح على "تحليل سوات" لقطاع النشر السعودي، وذكر نقاط القوة فيه من حيث إنشاء 11 هيئة جديدة وأكاديميات، وتأهيل المكتبات العامة بالمملكة، ومحفزات رؤية السعودية 2030، أما نقاط الضعف "التي يمكن حلها بسهولة فتتمثل في: ارتفاع تكاليف رأس المال والتشغيل، وعدم وجود منتجات فريدة، والمخاطر من حيث المنافسة بالسعر وليس بالجودة، وبطء اتخاذ القرار في القطاع العام". مقدماً عدة نصائح للمؤلفين مثل النشر الذاتي في البداية، وطباعة نسخ محدودة بحسب الطلب والاطلاع على أفكار مؤلفين من بيئات مختلفة، كما قدم لهم أسماء الشركات المهمة في التسويق لقطاع النشر والمؤلفين. عقب ذلك تحدث الناشر العراقي عبدالحليم عرب عن تراجع شيوع ثقافة القراءة لدى العرب بمعدل ربع صفحة سنوياً كمتوسط قراءة للفرد العربي، ذاكراً المعوقات التي يواجهها القطاع في أغلب الدول العربية مثل عدم وجود الدعم الحكومي والمسافة الكبيرة بين الناشر والمؤلف. متمنياً إيجاد حل لإشكالية توجه الشراء من الناشر الأجنبي أكثر من العربي. ثم تحدث الناشر الأردني عمر شبارو عن أهمية سوق النشر في المملكة العربية السعودية، من حيث العدد السكاني وتميزها في تطوير التعليم العالي وتحقيق جامعاتها مراتب عالية على مستوى العالم، مبيناً الإنفاق الكبير على الكتب الجامعية والمدرسية، والنسبة الكبيرة لمحو الأمية في المملكة. وأوضح شبارو كيفية معرفة كفاءة وجودة دار النشر من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والاطلاع على تسويقها والمتابعين واختصاصات نشرها، وزيارة المكتبات للنظر في الأرفف ومعرفة الدار الأكبر نشراً للكتب، وزيارة معارض الكتب ثم اختيار الدار الأكثر مناسبة. من جانبه أوضح الناشر السعودي صافي الصافي النسبة والتناسب بين طباعة الكتب بكميات كبيرة وبيعها "حيث أن من بين 100 كتاب يتم بيع 10 كتب فقط كنسبة سائدة، وهذا أمر طبيعي". مطالباً بعدم التركيز فقط على أهمية الكتاب واختيار الناجح منها سابقاً لبيعه، بل يجب اقتناء أكبر عدد من كتب المؤلفين لدعم المواهب الشابة. وعبّر عن تفاؤله بنجاح قطاع النشر السعودي على كافة الأصعدة وبزوغ شمس المعرفة الشبابية التي يجب على الناشرين الاهتمام بها ودعمها. يذكر بأن جلسات مؤتمر الناشرين مستمرة على مدى يومي الاثنين والثلاثاء في مقر واجهة الرياض، ضمن فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب. ويأتي المؤتمر بتنظيم من هيئة الأدب والنشر والترجمة، وهو أول مؤتمر من نوعه يقام في المملكة لبحث تحديات صناعة النشر المحلية والإقليمية والدولية بمشاركة خبراء وقيادات في صناعة النشر من مختلف دول العالم.