فاز عجلان غارم بجائزة جميل بنسختها السادسة، وهي جائزة رائدة عالمياً للفن والتصميم المعاصر المستلهم من التقاليد الإسلامية. حيث سلم الجائزة فادي جميل، رئيس ومؤسس فن جميل، التي تبلغ قيمتها 25 ألف جنيه إسترليني، خلال مراسم احتفال افتراضية انعقدت يوم الأربعاء الموافق 15 سبتمبر 2021. وقد تم اختيار عمل الفنان "للجنة أبواب عدّة" من قبل لجنة تحكيم موقرة مستقلة، والذي أشادت به اللجنة. وتعليقاً على فوز الفنان، قال تريسترام هنت، مدير متحف فيكتوريا وألبرت ورئيس لجنة التحكيم: "حازت جميع أعمال قائمة المرشحين على اعجاب لجنة التحكيم لما تتميّز به من الإبتكار والتنّوع والتفرد في المواضيع التي ربطت بين ممارسات التصميم المعاصر والتقاليد الإسلامية. وهذا العام، يطرح عمل الفنان الفائز بجائزة جميل عجلان غارم خطاباً عالمياً عن تجربة المهاجر والظروف الإنسانية المشتركة، ويربطها بواقع سياق محلي خاص. تحتفي هذه النسخة من جائزة جميل بالتصميم المعاصر ويتميز عمل الفنان بالإبتكار في استخدام المواد والمساحة والقياس، وينجح في إزالة الغموض الذي يحيط بالمسجد لغير المسلمين، وإبداع تركيب فني كمساحة للتواصل الثقافي والمجتمعي." وأضافت أنطونيا كارفر، المديرة التنفيذية لمؤسسة فن جميل: "يسعدنا أن نشهد حقبة جديدة لجائزة جميل، التي تركّز هذا العام على التصميم المعاصر. جائزة جميل: من الشعر إلى السياسة رحبّت بالتجارب الشخصية والسياسية كمحركين للتغيير، وقد قدم الفنانون لهذا العام أعمالًا جميلة تتعامل مع هذا الموضوع بشكل نقدي وعميق . نسعد بشراكتنا مع متحف فيكتوريا وألبرت، والتي هي امتداد للعمل الذي تقوم به مؤسسة فن جميل في المنطقة والعالم لتشجيع الحوار حول العلاقة بين الممارسات المعاصرة والحركات التاريخية. نحن فخورون للغاية بمساهمات جميع المتأهلين ونشكر بالأخص القيّمة الفنيّة لبرنامج جميل، راشيل ديدمان على جهودها المستمرة في إنتاج برنامج ديناميكي في المتحف. ونهنىء بالطبع عجلان غارم الذي يواصل عمله في إلهام الكثير وتشجيع الحوار النقدي." وعجلان غارم هو فنان متعدد التخصصات ومعلم رياضيات مقيم في الرياض، بالمملكة العربية السعودية. يستكشف الفنان من خلال أعماله الفنية كيفية فهم المجتمعات السعودية لثقافتها والتعبير عنها في ظل العولمة وتغيّرات ديناميات السيطرة والقوة. ويتخّذ عمله الفني التركيبي (للجنة أبواب عدة،2015) شكل المسجد التقليدي، إلا أنه مصنوع من الأسلاك الحديدية المستخدمة عادةً لإقامة الأسوار لمنع اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين من الدخول. وفي هذه المادة المستخدمة ما يثير الهلع والقلق لكنه في نفس الوقت يكشف هيكل العمل الشبكي عما في داخله مما يضفي الشفافية والإنفتاح على هيكل المسجد. وتفرض هذه الشفافية نوعاً من أنواع التحدي للقوى التي تستخدم الدين للسيطرة وتزيل كل عوامل الغموض التي تحيط بالصلاة الإسلامية لغير المسلمين، مما يؤدي بدوره إلى إزالة الخوف الذي يتمركز في جوهر الإسلاموفوبيا. يرحب هيكل المسجد بالجميع، ويصاحب العمل التركيبي برنامج عام من التفعيلات التي تدعو الجميع للتجمع واللقاء. وتمثل هذه النسخة من جائزة جميل حقبة جديدة من خلال التركيز على إبراز أساليب التصميم المعاصر. وقد تم اختيار ثمانية مرشحين نهائيين للجائزة من بين أكثر من 400 مشروع، وهم: جلنار عديلي، هدية بدري، كالول داتا، فرح فياض، عجلان غارم، صوفيا كريم، جنى طرابلسي، وبشرى وقاص خان. ويجري عرض أعمالهم في معرض "جائزة جميل: من الشعر إلى السياسة" في متحف فيكتوريا وألبرت، من 18 سبتمبر إلى 28 نوفمبر 2021، قبل تنقل المعرض في جولة دولية. ويعرض العمل الفائز " للجنة أبواب عدة" من خلال مطبوعات فوتوغرافية كبيرة الحجم وعمل فيديو وإعادة تصور لقبة المسجد. يضم المعرض أعمال المصممين الثمانية المختارين من الهند وإيران ولبنان وباكستان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة. ومن خلال الممارسات الفنية المتنوعة التي تشمل التصميم الجرافيكي والأزياء والطباعة والمنسوجات والمجسمات والفعاليات، تتفاعل الأعمال مع كل من الجانب الشخصي والجانب السياسي، وتطرح تفسيرات عن الماضي بطرق إبداعية ناقدة. وتتناول أعمال المعرض الأحداث العالمية والوقائع الحية، وموروثات اللغة والعمارة والِحرف. وضمت لجنة تحكيم "جائزة جميل: من الشعر إلى السياسة"، والتي قامت باختيار قائمة المرشحين والفائزين بجائزة جميل كلاً من د.تريسترام هنت، مدير متحف فيكتوريا وألبرت رئيس لجنة التحكيم، الفنان العراقي مهدي مطشر، والمعمارية البنغالية مارينا تبسم، علاوة على الكاتبة وناقدة التصميم البريطانية أليس راوسثورن، والكاتب والباحث الإماراتي ومؤسس مؤسسة بارجيل للفنون سلطان سعود القاسمي. جدير بالذكر أن الشراكة بين فن جميل ومتحف فيكتوريا وألبرت تعود إلى العام 2009. وخلال نسخها الخمس الماضية، تلقت جائزة جميل طلبات مشاركة من أكثر من ألف فنان من نحو 40 دولة، وعرضت أعمال 48 فنانًا ومصممًا، وقامت بجولة في 16 مقراً على مستوى العالم. وشكلت النسخ الخمس الأولى لجائزة جميل فهماً شاملاً للدور الذي يمكن أن تلعبه التقاليد الفنية الإسلامية في إلهام الفنون والتصميم. وفي الوقت الذي يسعى فيه متحف فيكتوريا وألبرت إلى تعزيز جوانب مختلفة من هذا المجال المزدهر، فإن "جائزة جميل: من الشعر إلى السياسة" هي أول جائزة مخصصة لمجال فني واحد. وقد تلقت هذه النسخة المشاركات من خلال دعوة مفتوحة، فضلاً عن نظام الترشيح التقليدي. تتضمن برامج جميل في متحف فيكتوريا وألبرت حالياً برنامج زمالة جميل الافتتاحي الذي يدعو الفنانين نور الحاج وديمة سروجي وباباك جولكار لبدء حوارات الفنانين والأبحاث مع مقتنيات المتحف، في عام 2021/22. تشمل البرامج أيضاً مشروع خريطة بيروت، وهو مشروع تحريري في مدونة الV&A الإلكترونية، يسلط فيه الضوء على مدينة بيروت من منظور الفنانين والكتّاب الذين يعيشون هناك، وخاصة عقب الإنفجارات المدمرة في 4 أغسطس. يقام المشروع بالشراكة مع المؤسسة العربية للصورة، بيروت.