في ظهور نادر، ومكذبًا الإشعات الدائرة حول مصيره، اجتمع زعيم حركة طالبان هبة الله اخوند زاده، ونائبه في قندهار بزعماء القبائل والقيادات الميدانية وجه لوجه، لإجراء مشاورات لتشكيل حكومة جديدة وبحث إعادة الاستقرار وشكل النظام السياسي الجديد. وفي المقابل، حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن من هجوم «محتمل جدًا» على مطار كابول هذه الساعات، بعد الاعتداء الدامي الذي استهدفه الخميس، قبل أيام من انتهاء عمليات الإجلاء التي تقوم بها الولاياتالمتحدة وفيما لا يزال العديد من الأفغان يأملون في مغادرة البلاد هربًا من تهديد حركة طالبان. وكتب بايدن في بيان صدر مساء السبت أن «الوضع على الأرض يبقى بالغ الخطورة وخطر هجوم إرهابي على المطار يبقى مرتفعًا». وأضاف «أبلغني قادتنا بهجوم محتمل جدًا خلال الساعات ال24 الى ال36 المقبلة». وبعد بضع ساعات، حضت السفارة الأمريكية في كابول جميع الأمريكيين على مغادرة محيط المطار، وهو تحذير تكرره منذ بضعة أيام «بسبب تهديد محدد وموثوق» بدوره، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مقابلة نشرت أمس أن فرنسا وبريطانيا ستدعوان في الأممالمتحدة الاثنين إلى العمل من أجل إقامة منطقة آمنة» في العاصمة الأفغانية كابول لمواصلة العمليات الإنسانية. وقال ماكرون في المقابلة مع الصحيفة الفرنسية «لو جورنال دو ديمانش» إن لندن وباريس تعملان على إعداد «مشروع قرار يهدف إلى تحديد منطقة آمنة في أفغانستان ، تحت سيطرة الأممالمتحدة تسمح بمواصلة العمليات الإنسانية». وتأتي تصريحات ماكرون قبل اجتماع مقرر اليوم للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (فرنسا وبريطانيا والولاياتالمتحدة وروسيا والصين) لمناقشة الوضع في أفغانستان. وقال الرئيس الفرنسي إنه أمر «مهم جدًا. هذا سيوفر إطارًا للأمم المتحدة للتحرك بشكل عاجل وسيسمح خصوصًا بوضع كل منا أمام مسؤولياته وسيتيح للأسرة الدولية مواصلة الضغط على طالبان».ساعات على انتهاء موعد الإجلاء النهائي قبل بضعة ساعات من الموعد النهائي لاستكمال انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان بعد حرب استمرت عشرين عامًا، تشارف عمليات إجلاء الراغبين في الفرار من البلد بعد سيطرة حركة طالبان عليه على نهايتها في مطار حامد كرزاي الدولي. وأفاد صحافيو فرانس برس أن مقاتلين من طالبان مدججين بالسلاح كانوا يتنقلون السبت على مدارج المطار وفي المباني التابعة له تحت أنظار جنود قوات المارينز المتمركزين على سطح محطة الركاب. وأغلق مقاتلو طالبان كل الطرق المؤدية إلى المطار ولا يسمحون بالمرور سوى للحافلات التي تحمل تصريح دخول. وشاهد صحافيو فرانس برس السبت أكثر من عشر حافلات تنزل ركابًا عند بوابة المطار الرئيسة. لكن لم يعد هناك حشود أمام مداخل المطار بعدما كان الآلاف ينتظرون منذ أيام خارج الموقع على أمل السماح لهم بالدخول والصعود في رحلة مغادرة، كما لاحظت فرانس برس. وباشر مسؤولون أتراك محادثات مع طالبان للمساهمة في إعادة تشغيل المطار. وقال الرئيس التركي إن طالبان تعتزم الإشراف على الأمن فيه واقترحت على أنقرة تولي العمليات اللوجستية. وسمح الجسر الجوى الهائل بإجلاء نحو 112 ألف أجنبي وأفغاني منذ 14 أغسطس عشية استيلاء طالبان على كابول، ونحو 117 ألفًا و500 منذ نهاية يوليو، حسب آخر أرقام نشرتها الحكومة الأمريكية. وعلى صعيد إخراج الأفغان «المتعاونين»، ذكرت إيطاليا أنها «مستعدة مع الأممالمتحدة والدول المجاورة لأفغانستان للعمل على ضمان أن يكون لدى هؤلاء الأشخاص الذين تعاونوا معنا طوال السنوات العشرين السابقة إمكانية المغادرة»، على حد قول وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو الذي أشار إلى أنّ «المرحلة الأصعب» بدأت لتوّها. و قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الجمعة «سنبذل ما بوسعنا» لمواصلة إخراج أفغان بعد 31 أغسطس.