دعت المملكة أمس المغرب والجزائر لتغليب الحوار والحلول الدبلوماسية لحل الخلافات بين البلدين، وعبرت الخارجية السعودية عن أسف حكومة المملكة لما آلت إليه تطورات العلاقات بين الأشقاء في كل من المغرب والجزائر، وأعربت عن أمل حكومة المملكة في عودة العلاقات بين البلدين بأسرع وقت ممكن، داعية البلدين إلى تغليب الحوار والدبلوماسية لإيجاد حلول للمسائل الخلافية بما يسهم في فتح صفحة جديدة للعلاقات بينهما، وبما يعود بالنفع على شعبيهما، ويحقق الأمن والاستقرار للمنطقة، ويعزز العمل العربي المشترك. الجامعة العربية على الخط من جهته أعرب أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، عن أسفه البالغ حيال ما آلت إليه العلاقات بين الجزائر والمغرب عقب اعلان الجزائر عن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، و دعا البلدين الى ضبط النفس وتجنب المزيد من التصعيد. وقال مصدر مسؤول فى الأمانة العامة للجامعة إن الجزائر والمغرب بلدان رئيسيان فى منظومة العمل العربى المشترك، وأن الأمل لا يزال معقوداً على استعادة الحد الأدنى من العلاقات بما يحافظ على استقرارهما ومصالحهما واستقرار المنطقة، وكان وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، أعلن أن بلاده قررت قطع علاقتها مع المغرب. لعمامرة: المغرب انتهكت معاهدة حسن الجوار وفي سياق الازمة بين الشقيقين اعلن وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، أن بلاده قررت قطع علاقتها مع المغرب، وقال إن السلطات المغربية «منحت موطئ قدم لقوات عسكرية أجنبية فى المنطقة المغاربية»، واعتبر أن «تحريض ممثلها على الإدلاء بتصريحات كاذبة ضد دولة جارة يشكل عملاً خطيراً وغير مسؤول، وينتهك المادة 5 من معاهدة حسن الجوار المبرمة بين البلدين». وأضاف وزير الخارجية، إن «الأعمال العدائية للمغرب تشمل التعاون مع منظمتى (ماك) و(رشاد) الإرهابيتين في الجزائر». وتابع: «الجزائر ترفض التدخل فى الشؤون الداخلية للمملكة المغربية مهما كانت الظروف، خصوصاً خلال أزمات سياسية وأمنية خطيرة، هددت استقرار وأمن المملكة المغربية، ومن جانبها تشن أجهزة الأمن والدعاية المغربية حرباً واسعة النطاق ضد الجزائر وشعبها وقادتها». المغرب: مستعدون للحوار بدون شروط في المقابل، رفضت وزارة الخارجية المغربية، المبررات الجزائرية لقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، معربة عن أسفها لاتخاذ مثل هذا القرار الذي وصفته ب»غير المبرر تماما». وقالت الرباط إن «القرار كان متوقعا على خلفية منطق التصعيد، الذي لوحظ في الأسابيع الأخيرة من الجانب الجزائري». وشددت على أن «المملكة المغربية ستظل شريكا موثوقا ومخلصا للشعب الجزائري وستواصل العمل بكل حكمة ومسؤولية من أجل تطوير علاقات مغاربية سليمة وبناءة». وقال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، إن المغرب مستعدة لحوار بدون شروط مع الجزائر، وفقا لخبر عاجل بثته قناة العربية منذ قليل. وتابع: المغرب يعتبر استقرار الجزائر وأمنها من استقرار المغرب وأمنه، واستقرار المغرب وأمنه من استقرار الجزائر. يشار إلى أن الحدود بين الجارتين العربيتين مغلقة رسمياً منذ 16 أغسطس 1994.