تصدر جول انسحاب القوات الأمريكية من العراق مباحثات الرئيس الأمريكي جو بايدن مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الذي يواجه ضغوطًا داخلية ويأمل الحصول على إعلان رسمي لجدول زمني لانسحاب الأمريكيين من البلاد، «وهو المطلب الأساسي لفريق العراقيين الموالين لإيران»، ما يعطيه دفعًا سياسيًا قبل ثلاثة أشهر من انتخابات نيابية مبكرة. وتمحور اللقاء بشكل أساسي حول وجود القوات الأمريكية في العراق وعلى نطاق أوسع، قدرة بغداد على التصدي لخلايا تنظيم داعش المتبقية. وتبنّى التنظيم هجومًا داميًا وقع منذ أسبوع في سوق شعبي في العاصمة العراقية، أسفر عن 36 قتيلاً على الأقل و62 جريحًا غالبيتهم من النساء والأطفال بحسب مصادر طبية وأمنية. ولا يزال حوالى 2500 عسكري أمريكي متواجدين في العراق وتُرسل الولاياتالمتحدة أيضًا بشكل متكرر إلى البلاد قوات خاصة لا تُعلن عن عديدها. ويريد الكاظمي، رئيس حكومة دولة تمزّقها أعمال العنف وتعاني من الفقر ويتفشى فيها الفساد، أن تتعهّد واشنطن، رسميًا على الأقل، بإعادة تقييم وجودها في العراق. ولم تتوانَ الفصائل الموالية لإيران عن تكثيف ضغوطها مؤخرًا على الكاظمي الذي ضعف موقفه في مواجهة أزمات تتزايد تعقيدًا في البلاد على المستوى المعيشي والاقتصادي على وجه الخصوص، لا سيما أزمة الكهرباء التي يعتمد العراق على إيران للتزود بما يكفيه منها، خصوصًا في فصل الصيف الحار. يرى حمدي مالك من مركز «واشنطن انستيتيوت» للأبحاث، أن في إطار هذا التجاذب، «من غير المرجّح أن ينخفض عدد العسكريين الأمريكيين في العراق بشكل كبير». ويتوقع الباحث في «بيرسون انستيتيوت» في جامعة شيكاغو رمزي مارديني أن تكون «الإعلانات شكلية تخدم المصالح السياسية لرئيس الوزراء العراقي». يثير هذا الأمر خشية خبراء المنطقة من تواصل الهجمات التي تشنّها الفصائل الموالية لإيران وحتى تكثيفها.