بعد أن دار العالم، وشاهد غرائبه، وتحمل متع وأعباء مهنته، فهو يمتهن مهنة كانت وما تزال حلم الكثيرين في مقتبل حياتهم وهي كابتن طيار، فبعد أن أتم الكابتن طيار أحمد فطاني سنوات عمله، وقرر الارتياح، كان هناك قرار آخر مرافق لقرار الارتياح، أن يضع أموال نهاية خدمته وتعبه طوال السنين في سكن يأويه ويضمن عدم ضياعها، ولم يدر بخلده أنه سيدخل في قصة أغرب رحلاته الكثيرة بالرغم من تقاعده، وبداية القصة أن الكابتن شاهد إعلان عن مكتب عقاري (تحتفظ "المدينة" باسمه) وقرر بدأ التعامل معه، وذهب إلى العنوان المذكور، وطمأنه شكل المقر والعملاء وصاحب المكتب، ولكن قد تبدو المظاهر خادعة للهولة الأولى، فمقر ثابت وعملاء كثر، ورجل يوحي شكله بالثقة، قد يخدع الكثيرين وهذا ما حصل مع الكابتن أحمد. فبعد أن اتفق على شقة، ووقع عقدها وصارت في حكم التمليك، ولكن تحتاج إلى ترميم وتجديد وأعطى له المكتب مدة معينة، طالت وزادت حتى تأكد الكابتن أحمد فطاني أن في الأمر خطبٌ ما، وبعد أن أغلق المكتب وتبين أن هناك العديد من الضحايا فمنهم من اشترى عمارة بملايين وغيره الكثير لجأ للقضاء والذي أنصفه ولكن بعد أن صدرت الأحكام التنفيذية وظن الكابتن أن بها انتهت معاناته ليكتشف أن الرجل هرب إلى خارج المملكة، وأن الكابتن وجميع الضحايا في انتظار أي خطأ من الرجل، ليعود ويستلم الكابتن حقه. ربما تكون قصة الكابتن فطاني ليست الأولى من هذا النوع وبالتأكيد لن تكون الأخيرة ودورنا نحن في جريدة المدينة وفي الإعلام بشكل عام توعية الجميع لأخذ حذرهم من محبي المكسب السريع حتى لو كان حراما، باختلاف قصصهم ووعودهم وإغراءاتهم.