علم النفس من العلوم التي ظهرت في القرن العشرين ومهد لظهورها أقوال الفلاسفة أمثال فريدريك نيتشه فقد كان ممهد لعلم النفس.. ثم اشتهرت مدارس علم النفس في كل مكان كمدرسة التحليل النفسي لسيجموند فرويد، ولكن ذلك لا يعني أن الناس لم يكونوا يعرفون الأمراض الروحية وبالخصوص عندنا نحن العرب، فقد اشتهر كثير من الأطباء الذين يعالجون الأمراض الروحية والتي من أعراضها الحزن الشديد، الانطوائية الزائدة وغيرها الكثير. وعلماء النفس في الغرب لا ينظرون إلى النفس إلا من خلال العيوب والأمراض والآفات والعلل.. ولا يفتشون إلا في الانحرافات والتشوهات والعقد ولا يقدمون لنا شيئًا إيجابيًا عن النفس السوية الصحيحة.. والمنبع الوحيد للسلوك عندهم هو إشباع شهوة.. والمرجع الرئيس الذي يفسر به فرويد جميع التصرفات هو عقدة أوديب وعقدة الكترا. كتب المفكر المصري الكبير د. مصطفى محمود كتابًا بعنوان (علم نفس قرآني جديد) يمهد فيه بعض النظريات التي طرحها وعالجها الإسلام منذ مئات السنين بينما الغرب كانوا غارقين في الظلمات.. الكتاب يوضح العلاقة بين الإيمان وعلم النفس أو الإلحاد وعلم النفس، فالإسلام يؤكد على قراءة الاذكار حتى نحمي أنفسنا من شياطين الإنس والجن بينما نجد أن الغرب يتعاطون أدوية نفسية على طريقة فرويد والفرد ادلر وأما بالنسبة لآراء فرويد فهي أكبر دليل على إصابة صاحبها بهوس جنسي. لقد عرف العرب الأمراض النفسية أو الروحية وعرفوا علاجها وأسباب الوقاية منها والحسد من الأمراض الروحية التي سعى القرآن لعلاجها والوقاية منها. نعم أن القرآن الكريم علاج وشفاء من جميع الأمراض النفسية وفيه تشخيص للمرض النفسي وهو يربط الإيمان بالسعادة وهذا أمر في غاية الأهمية، فالإيمان مفتاح السعادة وأما أولئك الذين تفرقت بهم السبل فهم في عيشة ضنكا كما يسميها القرآن ليس هذا فحسب بل ونحشره يوم القيامة أعمى وما إلى ذلك من الوعيد والتهديد. لا تحزن فإن الله معنا وقد جعل بعد العسر يسرًا وهو المدبر لشؤون عباده وما من صغيرة ولا كبيرة إلا ويعلمها هو فلا يحزنك الذين يتباهون بكفرهم فإن الله أعلم بالنفوس وأسرارها وقد جعل لكل داء دواء حتى الأمراض النفسية أو الروحية قد جعل الله لها دواء.