منذ أن بدأت حملة التطعيم قبل حوالي ستة أشهر والحديث لم يتوقف عن اللقاحات وكل ما يتعلق بها من تطبيقات أو فاعليتها أو آثارها الجانبية المحتملة أو توفرها أو مواعيد أخذها أو عدد الجرعات وكونها إلزامية أم اختيارية وغيرها من الأمور الأخرى المرتبطة باللقاحات والتي أصبحت المخرج الوحيد من الجائحة والطريق الرئيسي للعودة مرة أخرى للحياة الطبيعية. في نفس الوقت لم تتوقف الشائعات عن تلك اللقاحات بمختلف أنواعها ولعل آخرها ما أشار إليه المتحدث باسم وزارة الصحة خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد يوم الأحد الماضي حول ما يُدعى بمغناطيس اللقاح الذي يعمل على ثبات وجذب المواد المعدنية في اليد التي خضعت للتلقيح وأكد بأن ذلك مجرد شائعة وأكذوبة، كما لاحظنا خلال الفترة الماضية العديد من الحالات التي وللأسف صدقت تلك الشائعات وشككت في مأمونية اللقاح وألغت حجزها لأخذه بدعوى الخوف من آثاره ثم أصيبت بالفايروس وأدى إلى وفاتها. اليوم أصبح "التحصين" باللقاح المضاد لفايروس كورونا أو الشفاء من إصابة سابقة شرطاً لحضور أو دخول العديد من الجهات الحكومية كما أصبح جزءاً رئيسياً للعديد من الإجراءات مثل تصاريح الحج أو العمرة أو الصلاة في الحرم المكي أوالسفر للخارج أو غيرها من المعاملات المختلفة والتي من المتوقع أن تزيد مستقبلاً. من يرفض "التحصين" اليوم لأي سبب كان سيجد نفسه مستقبلاً ومع مرور الوقت معزولاً، فأعداد المحصَّنين تتزايد يوماً بعد يوم وقد تجاوزت ال 12 مليون فرد وتقترب من تحصين نصف المجتمع، وبالرغم من أنه لا يوجد لقاح بلا آثار جانبية 100% ولكن "التحصين" اليوم هو المخرج الرسمي الوحيد من هذه الجائحة، وكما ندم البعض على تأخرهم في أخذ اللقاح وأنهم لم يبكِّروا بأخذ اللقاح فور طرحه فقد يندم البعض مستقبلاً على عدم أخذهم للقاح عندما يكون إلزامياً للجميع، فالمجتمع سيسعى لأن يحمي نفسه من خلال (تحصين) جميع أفراده.