بروح محلية وصبغة عالمية، تعمل الهيئة الملكية لمحافظة العلا بالتعاون مع «تركواز ماونتن»، لإعادة تفعيل وإحياء المدرسة المتوسطة الأولى للبنات في العلا، من خلال تقديم برامج تدريبية حرفية في مجال الحرف التراثية؛ لمساعدة أبناء العلا في إنتاج قطع فنية تمثل التراث المحلي وذات قيمة عالية في السوق لتلبية الاحتياج المتزايد على سوق الحرف التراثية من جانب السائح المحلي والعالمي، وأسهم هذا البرنامج إلي تدريب ما يقارب (50) حرفيًا في السيراميك و صناعة الخوص وفنون الخياطة والتطريز والمجوهرات التقليدية. «المدينة» قامت بجولة ميدانية في المدرسة المتوسطة الأولى للبنات في العلا ورصدت البرامج التدريبية والتقت عددًا من الطالبات الملتحقات في التدريب واستطلعتهم حول البرامج التدريبية في التراث المحلي والألوان. بداية قالت المتدربة أميرة العنزي: حظيت بفرصة للتدريب من شهر بعد تخرجي في الجامعة من خلال برنامج الفنون التراثية في العلا، وبدأت أتعلم عدة حرف منها صناعة أقمشة الصوف من شعر الغنم والجمل والصباغ الطبيعية. وقالت حنان عبدو- فنانة تشكيلية-: تخرجت في جامعة الملك عبدالعزيز ثم التحقت بالبرنامج التدريبي للفنون التراثية بالعلا، وتدربت على الرسم الهندسي والنباتي والإسلامي ومن ثم بدأت تعلم الحرف اليدوية. وشاركتها المتدربة مها العامري، القول: أمارس الرسم منذ فترة طويلة ولدي شغف بتعلم الحرف اليدوية المختلفة، وقد سعدت بالتعلم لاكتساب الخبرة وتمكين الحرفيين من لعب دور فعال في الحفاظ على تراث العلا العريق والاحتفاء به. أما المتدربة نايفة الرويلي قالت: تقدمت في البرنامج التدريبي من أجل التعلم في حرف جديدة ووجدت صعوبات في أي حرفة وبالرغم من ذلك أشعر بسعادة غامرة، وقالت المتدربة فايزة البلوي لدي هواية من 12 سنة في التطريز والخياطة ودخلت معاهد عديدة تعلمت من خلالها العديد من الحرف وأنتجت الكثير، وبذلك فتحت متجرًا في مواقع التواصل الاجتماعي. منى البلوي وهي هاوية للتصميم الهندسي قالت: التعلم أكسبني الخبرة وإنتاج قطع فنية تمثل التراث المحلي وذات قيمة عالية في السوق لتلبية الاحتياج المتزايد على سوق الحرف التراثية من جانب السياح. توفير دخل ثابت للخريجات يهدف مشروع المدرسة لمساعدة الحرفيين في تكوين دخل دائم ومستقل وإنتاج قطع حرفية مميزة ومتنوعة للمشاركة بالأسواق المحلية والعالمية وتحويل المدرسة إلي مركز تدريبي للحرف اليدوية. وتعد المدرسة المتوسطة الأولى للبنات معلماً معروفاً في مدينة العلا. ويحظى المتدربون والحرفيون بفرص التدريب والتعلم مع كبار الحرفيين المحليين والعالميين بما في ذلك خبير الخزف الشهير يوسف أبواللبن واختصاصية التطريز والنسيج فدوى الفريدي وخبيرة الخوص فايزة المنصوري ومصممة المجوهرات إسراء الريس. وجرى إعداد جميع البرامج التدريبية بعد البحث العميق في التراث المحلي والألوان والأنماط والذي مكنهم من الاستلهام من ثقافة العلا العريقة وإخراج تصاميم معاصرة وإدخالها في جميع البرامج التدريبية والمنتجات الحرفية ويستلهم الحرفيون التصاميم من طبيعة الحياة البرية وألوانها والأودية وعوامل التعرية الطبيعية في العلا. ويشارك في البرامج التدريبية ما يقارب الخمسين حرفيًا بينما يوجد 276 طلب التحاق في البرامج التدريبية، وتساعد البرامج التدريبية على توطيد العلاقة ما بين الحرفيين من كبار السن والشباب للمحافظة على استمرارية التقاليد التراثية العريقة. شركاء مشروع التأهيل الهيئة الملكية لمحافظة العلا.. تأسست في يوليو عام 2017 م لحماية وتطوير المواقع الأثرية والتراثية التي يبلغ عمرها 2000 عام في العلا شمال غرب المملكة، وتعمل الهيئة يداً بيد مع أهالي المحافظة للاستثمار في قدراتهم وتوفير فرص التعليم والتدريب. تركواز ماونتن.. تأسست تركواز ماونتن عام 2006 م بأمر من صاحب السمو الملكي الأمير تارلز أمير ويلز لتساهم في الحفاظ على المناطق التاريخية وإحياء الحرف التقليدية وتوفير فرص عمل للحرفيين وتنمية مهاراتهم الحرفية والاحتفاء بالتراث الثقافي، وفي عام 2015م بدأت تركواز ماونتن نشاطها في المملكة لمساعدة وتشجيع مؤسسات الحرف التراثية لدعم المجتمع الحرفي، وتم توفير التدريب وفرص العمل لأكثر من 1000 حرفي في مختلف المناطق.