لم ينتظر 15 طالبًا وطالبة من تعليم المهد أن تأتي إليهم أبراج الاتصالات وشبكات الاتصال والإنترنت في هجرتهم التي لم تنعم بها، بل ذهبوا للبحث عنها في أحد الجبال المجاورة لهم، وقد وجدوا ضالتهم بعد عملية بحث استمرت يومين متتالين، وتم بناء خيمة لتكون ساترًا لشقيقاتهم ولتقيهن من البرد في الشتاء وحرارة الشمس في الصيف، والتحق بمنصة مدرستي 7 منهن، 3 في المرحلة المتوسطة و4 في المرحلة الابتدائية، فيما تم بناء سور من البلك ليكون فصلا دراسيا ل8 طلاب يدرسون بالمرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية. يومان للبحث عن الشبكة وقال الطالبان عبدالرحمن سهل وزاحم عوض: شدنا حديث زملائنا عن المنصة وما تحققه من المشاركة والتفاعل بين الطالب والمعلم وإنجاز الواجبات المنزلية فزادنا ذلك شغفًا للالتحاق بالمنصة بدلاً من قنوات عين التي كنا نتابع دروسنا يوميًا عن طريقها وذلك لعدم وجود شبكة اتصال وإنترنت، وجاءت الفكرة من إحدى شقيقاتنا بأن نبحث عن شبكة الاتصال في إحدى قمم الجبال بجوار الهجرة التي نسكن فيها. وبعد عملية بحث استمرت لأكثر من يومين وجدنا منطقة مرتفعة وبها تغطية للشبكة والإنترنت بشكل جيد فبدأنا يوميًا نتلقى دروسنا من خلال منصة مدرستي. وتحدث عبدالرحمن عوض الله ومتعب سهل عن تجربة بحثهم عن الشبكة وكيفية الدخول عليها يوميًا قائلاً: نحن 8 طلاب في المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية 4 أشقاء والآخرون من أبناء عمومتي، وتبعد هجرتنا عن المدرسة التي ندرس بها بأكثر من 25 كم في منطقة جبلية وعرة، وعندما وجدنا شبكة الاتصال بالقرب من هجرتنا في أحد الجبال بنينا خيمة تكون ساترًا لشقيقاتنا لتقيهن من البرد في الشتاء وحرارة الشمس في الصيف ليلتحقن بالمنصة وعددهن 7 منهن 3 في المرحلة المتوسطة و4 في المرحلة الابتدائية التحدي والإنجاز من جهته قال محمد الديحاني مدير الإشراف التربوي: جاءت منصة مدرستي لترسم البسمة على محيا أبناء وبنات الوطن وينتظم فيها أكثر من ستة ملايين طالب وطالبة ويتحدث الجميع عن تعليمنا المستمر، في وطن لا يعرف المستحيل وأشاد فيصل المولد قائد مدرسة شيبة بن عثمان بمنصة مدرستي وما اشتملت عليه من جوانب قوة مكنت قادة المدارس من أداء مهامهم وأدوارهم كما لو كانوا في الواقع الحضوري، في ظل الجداول والإسناد والمتابعة للتقارير المختلفة التي تتيحها المنصة والإعلانات والبريد الإلكتروني والتحضير. وذكر الطالب صالح عائش بالمرحلة المتوسطة إنه لم يكن يتصور بأن تصل المدرسة إليه في منزله، ويتلقى دروسه ويلتقي بزملائه في بيئة آمنه وجاذبه، كسرت حاجز التعامل مع التقنية لديه، ومنحته فرصة التعلم ومواصلة رحلته التعليمية. وقال محمد شالح أحد أولياء الأمور: «إنه كان بجانب أبنائه خلال الفترة الماضية وكان يتابع كل ما يقدم لأبنائه وأنه يقدر حجم المسؤولية التي يتحملها المعلمون وما يقدمونه من عطاء ورعاية لأبنائه وأبناء الوطن»، وقال: إن منصة مدرستي خففت من آثار الجائحة وأوصلت التعليم لكل بيت. وقال المشرف التربوي ذياب خاتم: إن المنصة كانت عملاً رائعًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ورغم أنها أنجزت في وقت قصير إلا أنها استطاعت أن تجمع أكثر من ستة ملايين طالب وطالبة مع أكثر من 500 ألف معلم ومعلمة في نفس الوقت دون مشاكل تقنية، وأنها منحته وزملاءه المشرفين فرصة زيارات متعددة في نفس الوقت لأكثر من مدرسة، مشيدا بدور زملائه المعلمين في مواصلة أبناء الوطن لرحلتهم التعليمية