المسلسلات الرمضانية لهذا العام والتي تبثها القنوات الفضائية أرى أنها غير مناسبة ولا تتفق مع توجهات "الذوق الاجتماعي العام".. فأنا لست محللًا فنيًا أو ناقدًا حتى أقّيم وأتحدث عن الأمور الفنية التي تتناول أداء الممثلين والإخراج والإضاءة والتصوير والموسيقى التصويرية، بل أضع رؤيتي الشخصية وهي أن معظم المسلسلات التي بثتها القنوات الفضائية هذه السنة غير مناسبة - لا اجتماعيًا ولا فنيًا - لأسباب منها الكم الهائل من الألفاظ الخارجة التي تخدش الحياء العام، بجانب تناولها قصص وحياة الأقليات من العشوائيات التي كل الحكومات العربية تحاول أن تصلح تلك البؤر التي ترمز للإجرام والمخدرات والرذيلة والعنف والقتل والتي جعلت المسلسلات منهم أبطالا وقدوة يتأثر بها الأطفال قبل المراهقين، فمعظم تلك المسلسلات لا تليق أن تذاع في الشهر الفضيل ولا مع روحانيته التي يجب أن تكون فيها العبادة خالصه لله من غير ما يوجد سبب يعكرها. فان تقديم مثل هذه المسلسلات يدعونا الى أن نقول الله يكون في عون أولياء الأمور إذ تصبح مهمتهم مضاعفة وصعبة في غرس التربية والأخلاق والأدب والاحترام عند الأطفال والأجيال، بسبب تلك الألفاظ والسلوكيات السلبية التي تغزو بيوتنا من غير إذن واستئذان، مما يجسد ويكرس خطورة الإعلام المرئي على المجتمع بأكمله. مازلت أتذكر روحانية وروعة أهل رمضان زمان والأعمال الفنية الراقية التي كانت تقدم وتستقطب وتجذب الجميع من فوازير جميلة تهدف إلى إثراء المعلومات الثقافية، والبرامج والمسلسلات الدينية المفيدة، والمسلسلات التاريخية والبطولية، والأعمال الكوميدية الاجتماعية الطريفة، والدراما الاجتماعية التي كانت تمثل واقع أي بيت من بيوتنا العربية وتلامس همومهم ووجدانهم، وليس كما هو الحال الآن في التنبيش وراء أي بؤر أقلية ويتم تضخيمها وتجسيدها. يجب تفعيل الرقابة على مثل هذه النوعية من الأعمال والمسلسلات الفنية السطحية التي تسيء للمجتمعات العربية، وان يعلموا بأن الفن ليس فقط جمع مادة إنما هو رسالة انسانية تهدف الى الرقي والارتقاء بالمجتمع مع مراعاة ومخافة الله في إنتاجهم للمحافظة أولا على صحة بيوتهم قبل بيوت المشاهدين. مازال عندي أمل كبير قائم على وعي المجتمع العربي بعدم الانسياق وراء هذه المسلسلات الهابطة ومقاطعة تلك الأعمال العشوائية التي بالتأكيد سوف تموت لوحدها لو لم تجد من يشاهدها. وأخيرًا أهمس فى إذن هؤلاء.. اتقوا الله.. "احترموا رمضان".