دعت فرنسا إلى تنسيق أميركي روسي صيني أوروبي موحد، بعد رفع إيران نسبة تخصيب اليورانيوم، ووصفت التطور ب"الخطير"، فيما قالت وسائل إعلام أميركية إن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يزورون منشأة نطنز الإيرانية، اليوم الأربعاء. وأكدت فرنسا أن إعلان إيران أنها ستبدأ في تخصيب اليورانيوم حتى درجة نقاء 60%، يعد "تطورا خطيرا" ويتطلب تنسيقا بين أميركا وروسيا والصين والثلاثي الأوروبي. وتخصّب إيران حالياً اليورانيوم بنسبة 20%. ومن شأن التخصيب بنسبة 60% أن يجعل إيران قادرة على الانتقال بسرعة إلى نسبة 90% وأكثر، وهي المعدّلات المطلوبة لاستخدام هذا المعدن الخام لأغراض عسكرية. يأتي ذلك فيما أعلن البيت الأبيض، الثلاثاء، أنه يشعر بقلق من إعلان إيران "الاستفزازي" عن زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم، لكنه يتوقع استمرار المفاوضات في جنيف. وقال البيت الأبيض إن "الولاياتالمتحدة تأخذ بجدية إعلان إيران عن بدء تخصيب اليورانيوم". وجدد مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، التأكيد على التزام أميركا الثابت تجاه أمن إسرائيل وضمان عدم امتلاك إيران سلاحا نوويا، بحسب ما أعلنه البيت الأبيض، الثلاثاء. وجاء ذلك خلال اجتماع افتراضي للمجموعة الاستشارية الاستراتيجية الأميركية الإسرائيلية. وفي وقت سابق، قال عباس عراقجي، كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين، لوسائل إعلام إيرانية رسمية اليوم الثلاثاء، إن طهران ستبدأ غدا الأربعاء تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%. كما كشف أن إيران ستركّب 1000 جهاز طرد مركزي متطور (قدرته أعلى ب50% من الأجهزة الحالية) في منشأة نطنز النووية، فضلاً عن استبدال "الآلات المدمرة" جراء انفجار وقع الأحد في هذا المجمع النووي الواقع في وسط إيران. وأضاف عراقجي، الذي يشغل منصب مساعد وزير الخارجية الإيراني، أن طهران أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بهذين الإجراءين في رسالة وجهتها للمدير العام للوكالة، رافايل غروسي. وفي ملف مباحثات فيينا، تقرر استئناف المباحثات حول الاتفاق النووي الإيراني، الأربعاء، وهو ما أكدته البعثتان الإيرانية والروسية. وقال السفير الروسي إلى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف على "تويتر": "المفوضية الأوروبية ستناقش الخطوات الإيرانية الأخيرة المتعلقة بإعلان تخصيب اليورانيوم بمستوى نقاوة 60%". هذا ويخيم على مفاوضات جنيف حادث التفجير في موقع نطنز النووي. وحذّر وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، الثلاثاء، من أن "عمليات تخريب" وفرض "عقوبات" لن تدعم موقف الولاياتالمتحدة في المفاوضات حول الملف النووي الإيراني. وقال ظريف خلال مؤتمر صحافي بعد 48 ساعة على حادث طال محطة نطنز الإيرانية لتخصيب اليورانيوم: "ليعلم الأميركيون أن لا العقوبات ولا أعمال التخريب ستزودهم بأدوات للتفاوض، وأن هذه الأعمال من شأنها أن تجعل الوضع أكثر تعقيدا بالنسبة لهم". وما زالت حقائق حادث التفجير داخل منشأة نطنز النووية الإيرانية تتكشف يوما بعد يوم، حيث أفاد مسؤول استخباراتي لصحيفة "نيويورك تايمز"، أن عبوة ناسفة تم تهريبها إلى داخل منشأة نطنز وتم تفجيرها عن بعد. وأضاف المسؤول الاستخباراتي أن تفجير نطنز دمر النظامين الكهربائيين الأساسي والاحتياطي.