تفجرت الخلافات بين أجنحة الملالي حول جدوى الاستمرار في محادثات فيينا الخاصة بالملف النووي، وذلك بعد حادث منشأة "نطنز"، والعقوبات الأوروبية المفروضة على مسؤولين إيرانيين متورطين في قمع الاحتجاجات الشعبية. واعترف رئيس لجنة الطاقة بالبرلمان الإيراني فريدون عباسي، بدقة العملية التي استهدفت منشأة "نطنز" النووية، قائلًا إن الانفجار الذي وقع في موقع التخصيب في نطنز ناتج عن استهداف دقيق للغاية، بدليل أن مصممي الهجوم نفذوه بطريقة تؤدي إلى قطع الطاقة وبطارية الطوارئ لأجهزة الطرد المركزي في وقت واحد. وعكست الصحف الإيرانية أمس (الثلاثاء)، خلافات الملالي حول جدوى محادثات فيينا بعد انفجار "نطنز"، بين دعوات للانسحاب منها بعد الأضرار الكبيرة في أكبر موقع نووي إيراني في محافظة "أصفهان" وسط البلاد، وأخرى للاستمرار، فيما حاولت الصحف المقربة من الحكومة التأكيد على ضرورة أن لا تؤثر هذه الحادثة على مسار المفاوضات الجارية في العاصمة النمساوية، أما الصحف الأصولية فصبت جام غضبها على مفاوضات فيينا، ودعت الوفد الإيراني إلى ضرورة ترك المفاوضات. وتواصل إيران خروقاتها النووية يوما بعد آخر، إذ قال كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين عباس عراقجي، لوسائل إعلام إيرانية رسمية أمس، إن طهران ستبدأ اليوم تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، كما كشف أن إيران ستركّب 1000 جهاز طرد مركزي متطور آخر في منشأة نطنز النووية، ما يشير إلى نية إيران مواصلة الانتهاكات النووية دون مراعاة للاتفاقات السابقة أو المفاوضات الحالية. وأكد عراقجي، الذي يشغل منصب مساعد وزير الخارجية الإيراني، أن طهران أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بهذين الإجراءين في رسالة وجهتها للمدير العام للوكالة، رافايل غروسي. وتخصّب إيران حالياً اليورانيوم بنسبة 20%. ومن شأن التخصيب بنسبة 60% أن يجعل إيران قادرة على الانتقال بسرعة إلى نسبة 90% وأكثر، وهي المعدّلات المطلوبة لاستخدام هذا المعدن الخام لأغراض عسكرية.