لقد أصبحنا اليوم في عصر القتل الخفي.. بخسة ونذالة، بدون مواجهة ولا معدات ولا أسلحة تقليدية، فالحرب الآن والقتال والصولات والجولات يتولاها ميكروب مجهري لا نراه بالعين المجردة لا بالليل ولا بوضح النهار أو سم قاتل يتسلل سريعًا إلى العروق أو غاز مميت يباغت الصدور فينهي عليها، بينما أصحاب هذه الصدور يتنفسون الصعداء في غفلة وأمان. إنها حرب الثواني لا الدقائق.. ومؤمرات تحاك بالخفاء.. والهجوم الإلكتروني الماكر. لن يستطيع الجندي المنتصر في حرب المستقبل أن يقول.. أنا المغوار.. ولا الجندي المهزوم أن يقول.. أنا الشهيد.. لأن البطولة سوف تندثر وراء المكر والخديعة.. سوف تفوز وتنتصر الميكروبات والفيروسات وتكسب الحروب.. سوف تكون هي جنرالات المستقبل.. يا له من إنجاز ودهاء؟!! وفي نهاية المطاف.. اختار (الإنسان الشيطان) مكانه راسخاً.. خلف الميكروب.. ووراء الفيروس.. وتحت قيادة الجراثيم.. فمتى يقودنا الخوف من الله؟!! (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين). حمانا الله وإياكم وحمى الله بلادنا ومليكنا وشعبه وبلاد المسلمين من شياطين الحروب.