كثير من الناس لا يشعر بأثر قواه النفسية المحفزة له لماذا؟.. القوى النفسية تحتاج إلى فضاء نقي لتتحرك فيه، ومع الأسف أن الغالبية من البشر تلوث نفسها بالكراهية والحقد والعقد النفسية، وكل هذه الأمراض تعيق قوانا النفسية، وقد طرح ذلك شيخنا علي الوردي في كتابه «خوارق اللاشعور» حيث قال: «بأن الفرد كلما قلّت عُقده النفسية كان أقدر على الانتفاع من قواه الخارقة، فالفرد الذي امتلأت نفسه بالعقد والرغبات المكبوتة يصعب عليه النجاح في معاملته مع الناس، ذلك لأن قواه الخارقة لا تكون إذ ذاك نقية أو حرة في عملها، فهي قد تتلوث وتختلط بكثير من العقد والعواطف المغلوطة، وبذلك يضيع على صاحبها ما ينتج من كشف مبدع أو إنجاز رائع . يقال إن النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- كان قوي الفراسة يحسن اختيار أصحابه وأعوانه وهذا كان من أسباب نجاحه العظيم في حياته، ويبدو لي أن فراسة النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- هذه لم تأتِه اعتباطاً فهو قد كان كما هو معروف عنه من أولي النفوس الصافية المطمئنة التي لا تحمل حقداً أو ضغينة على أحد، إن هذا الصفاء النفساني قد أدى بلا ريب إلى حسن استثماره لقواه الخارقة فكشفت له عن خبايا طبائع الناس. إن الفرد المعقدة نفسه يكره ويحب على غير أساس صحيح، إنه يجري وراء عواطفه المكبوتة ولذا فهو لا يستطيع أن يفهم حقائق الناس أو يتغلغل في أعماق نفوسهم، إنه قد يميل نحو الأدنياء وينفر من الأكفاء فيحفر بذلك قبره بيده ويسعى إلى حتفه بظلفه» . حسناً ماذا بقي: بقي القول: إياكم والحقد والحسد والعقد، فإنها تعيق عمل القوى النفسية المحفزة لكم، وفي ذلك يقول أحد الشعراء: «لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب» وأخيراً، يقول شيخنا «علي الوردي»: «إن في أغوار اللاشعور قوى مبدعة تستطيع أن تقود الفرد في سبيل النجاح لو أحسن استثمارها وطهرت مما يلحق بها من أدران الهوى والعاطفة الممسوخة، وإني لأظن بأن ما يسمى (بالحظ عند العامة ناتج عن استثمار هذه القوى اللاشعورية، وكثير من الناس ينتفعون بهذه القوى في حياتهم العملية من غير أن يعرفوا مصدرها أو يفهموا ماهيتها، فينسبونها إلى الحظ وليست هي من الحظ في شيء، إنها حوافز تنبعث من داخل النفس ويعتقد الناس أنها آتية من الخارج».