عشنا تحت ظل ماضٍ جميل فُتحت فيه القلوب والبيوت، كنا نجتمع بين الحين والآخر مع الأهل والجيران، لم نكن نهتم بالمظهر بقدر اهتمامنا بالجوهر، ولم نكن نحرص ماذا سيقدمه لنا صاحب الضيافة من غداءٍ أو عشاء فالبساطة كانت هي السمة السائدة في ذلك الزمان، تركيزنا كان ينصب حول اجتماعنا بأهلنا وأحبابنا وأن لا ينقص منا أحد، لم يشغلنا ما في تلك المنازل من أثاث وديكورات بل كانت معظم البيوت متشابهة فالستائر الطويلة المنسدلة والمساند الضخمة تجدها في معظم البيوت، وكنا نفرح بدخول كبار السن منازلنا لمباركتها والدعاء لنا ولأولادنا، فياله من ماضٍ جميل، أصبحنا اليوم في عالمٍ اكتسحه النت فغير بعض من عاداتنا ونظرتنا للحياة فالسوشل ميديا ينقل لنا المتع المؤقتة من الضيافات الفارهة والديكورات المتجددة ونحن نحاول مجتهدين محاكاتهم وتقليدهم مما أدى إلى العبء الثقيل على نفوسنا فأقفلنا منازلنا فأصبحت مثل المقابر لا يدخلها غير ساكنيها فأي رحمة وأي خير وأي بركة ستنزل على بيتٍ لم يدخله الوالدان منذ عام كامل ولم يدخله أهل ولا جيران، أحرمنا منازلنا البركة بسبب عوارض دنيوية أثقلت حياتنا وانهكتها.. فيا ترى هل لماضينا الجميل من عودة؟؟