بحمق معتاد آثر الرئيس ترامب أن يقدم خلفه جو بايدن كأطيب رؤساء الولاياتالمتحدة بل وأكثرهم وقاراً واتزاناً!، ودون أن يدري جعل ترامب من بايدن أنجح رئيس في تاريخ الولاياتالمتحدة بعد فرانكلين ديلانو روزفلت الذي فاز في أربعة انتخابات رئاسية وقاد الولاياتالمتحدة خلال الكساد الكبير والحرب العالمية الثانية. الآن واعتباراً من 21 يناير ستكون أمام بايدن فرصة تاريخية ليصبح الى جانب روزفلت، وجورج واشنطن، وإبراهام لينكولن، إن هو نجح في الخروج بأمريكا من مستنقع كورونا وتمكن من لم الشمل وإصلاح المجتمع الأمريكي الذي بدا مفككاً! والحاصل أن الرئيس الطيب سيبدأ رحلته الجديدة كرئيس جديد للولايات المتحدة هو السادس والأربعون عبر صعود قطار «امتراك» من ويلمنغتون في ولاية نورث كارولينا إلى العاصمة واشنطن. وسيكون يوماً تاريخياً للرجل الذي قام بنحو 8 آلاف رحلة قطار ذهاباً وإياباً على الطريق نفسه خلال فترة عمله كعضو في مجلس الشيوخ ونائب الرئيس السابق باراك أوباما!. رئيس طيب يشق طريقه إلى عاصمة البلاد في رحلة قطار عائلية ستكون جزءاً من الاحتفالات التي تسبق احتفال التنصيب يوم 20 يناير، ورئيس «شرير» يتنقل محاموه من محكمة الى أخرى، طالبين العفو أو التأجيل!. واعتباراً من 21 يناير الجاري، سيبدأ عداد الحساب الأمريكي يسجل لبايدن كل تحرك وكلمة، فإن نجح اللقاح وبدأت حالات الوفاة تتراجع وهذا ما سيحدث غالباً، مقارنة بالشهور الماضية، سيكون الفضل فيه لخطة بايدن!، وإن خرج المهاجرون يعبرون عن سعادتهم بالقرارات الجديدة سيطلق أبناؤهم أسماءهم على اسم بايدن، وإن عاد الهدوء والصفاء للمجتمع الأمريكي فهذا بجهد بايدن! وإن عادت العلاقات الأمريكية الأوربية الى طبيعتها السابقة، فهذا بفكر بايدن!. وعلى الطرف الآخر يواصل ترامب تحديه لنفسه، وتشويهه لتاريخه معلناً أنه لن يحضر مراسم تنصيب جو بايدن رئيساً! وأنه سيصنع لنفسه منصة لمواجهة ما فعله «تويتر» معه!، ومع توسع التحقيقات الخاصة باقتحام مبنى الكابيتول، تظهر حقائق جديدة تساهم في ملء ملف ترامب بالمزيد من الفضائح!. السيناتور الجمهوري مايك لي يؤكد أن ترامب أبلغه هاتفياً أثناء الهجوم بتأجيل إقرار فوز بايدن، والكشف عن حافلة محملة بمواد متفجرة أثناء المهاجمة! هكذا لم يعد إقرار ترمب بالهزيمة في الانتخابات الرئاسية كافياً لتهدئة الدعوات بعزله، أو تخفيف الضغوط عليه من داخل الحزب الجمهوري وفريق إدارته، فقد أدت تصرفاته المتشنجة الرعناء إلى ابتعاد جزء من أفراد معسكره، وتوالت الاستقالات داخل حكومته لتشمل وزيرتي التعليم والنقل، فإن تم عزله، فلن يتمكن من وجود مكان على الساحة السياسية، وإن تم التحقيق معه، فقد لا يجد لنفسه مكاناً في الشارع.. وسبحان مغير الأحوال!.