الإعلام هو السلطة الرابعة وهو المرآة التي ينعكس من خلالها الحراك الاجتماعي والثقافي والاقتصادي للمجتمع، ويعد وسيلة من وسائل التنشئة الاجتماعية وتشكيل الرأي الجمعي وتوجيه الافراد والمجتمعات والتأثير فيهم وعرض القضايا المحلية والعالمية ومناقشتها وهو خط الدفاع الأول عن الوطن فالإعلام القوي له سطوته وهيبته.. كما انه في الوقت نفسه سلاح ذو حدين إذا أسيء استخدامه ولم يستخدم بشكل ذكي وفعال يتسم بالمسؤولية والدقة والموضوعية فيتحول من معول بناء إلى معول هدم للقيم والمبادئ والأخلاق. لذلك ظهرت في وقت سابق نظرية المسؤولية الاجتماعية في الإعلام وكان الهدف منها وضع ضوابط أخلاقية للعملية الإعلامية، وذلك من خلال الالتزام بالمعايير المهنية من حيث الدقة والموضوعية وتجنب كل ما يؤدي إلى نشر العنف والفوضى ونقل الإشاعات وإثارة التعصب، والعمل على ترسيخ قيم المجتمع والالتزام بقيمه الاجتماعية والدينية. هذا الأمر برمته ينسحب على ما يسمى بالإعلام الجديد والمتمثل في وسائل التواصل الاجتماعي والتي أصبحت منصات إعلامية فاعلة ومؤثرة ولا نبالغ إن قلنا بأنها باتت الأكثر متابعة والأكثر تأثيرًا بل أخذت في سحب البساط من تحت أقدام الإعلام التقليدي. إن المتتبع لهذا الإعلام الجديد المتمثل في وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة يقف مندهشًا من الكم الهائل من الإسفاف والانحطاط الفكري والأخلاقي والمحتوى المتدني غير المسؤول الذي ينشر من قبل بعض ما يسمون بمشاهير التواصل الاجتماعي الذين أساءوا استخدامها بتفاهاتهم وتجاوزاتهم غير المسؤولة التي ينشرونها عبر هذه المنصات الإعلامية. إننا بشكل أو بآخر نساهم في هذا العبث ونتحمل جزءًا من المسؤولية من خلال متابعتنا لهم والحديث عنهم وعن يومياتهم وتفاهاتهم، لذلك فإنه يقع على عاتقنا كمتلقين مسؤولية اجتماعية. وتتمثل هذه المسؤولية التي ينبغي أن نضطلع بها للقضاء على هذه الظاهرة التي بدأت تهدد المنظومة القيمية المجتمعية بالرقابة الذاتية على أنفسنا سواء كنا أفرادًا، أو منظمات، وذلك بعدم متابعة هؤلاء المشاهير أو الحديث عنهم أو استضافتهم في المناسبات الخاصة أو العامة أو إعطائهم الفرصة لعمل الإعلانات أو الظهور في وسائل الإعلام لأنها تضفي عليهم شرعية لا يستحقونها وترفع من مكانتهم لدى المتابعين وتساهم في صناعة وتحويل هؤلاء التافهين إلى نجوم ومشاهير على حساب قيمنا ومبادئنا وعاداتنا.