ليس كل يقين طمأنينة، مرات عديدة ينبت داخلك اليقين أنياب حادة تمزقك وأحيانًا تقيم معارك بداخلك بين التصديق والإنكار، ينتصر اليقين ليبقيك منكبًا على نفسك.. تصفحك لعداد يحسب لك العمر الزمني الذي مر بك صورة حية ليقين، تشبث بالخوف الدائم يبحث عن أزقة للهرب، قناعتك بامتلاكك عقلا ناضجًا بما يكفي للعزلة وبالمقابل تمتلك قلب طفل يخافها، يقين ممزق يجعلك تائهًا بين النضج والطفولة، عندما تواسي نفسك انك لست بحاجة لقرب أحد بينما أنت تنتظر من يوقظك صباحًا وينتظرك ليلا لتحدثه عن يومك، يتسامر معك لينسيك ألمك، طفل بداخلك يبحث عنك بينما أنت شخص بالغ فقد ألعابه وشغفه القديم، حين تتظاهر انك بلا شعور بينما مشاعرك داخلك تنام بعضها وتستيقظ الأخرى، وعند محاولتك جاهدًا تجاوز مرحلة تقليم أظافرك بأسنانك بينما تجد نفسك بمأزق آخر مع الوقت أنك بدأت بتقليمه يقينًا منك أن ذلك سيخفف من وطأة الانتظار.. كل ذلك كان يقينًا يعيش بداخلك بأنياب حادة يمزقك، أما عن شعورك أن كل ما مر بك أخذ جزءًا منك ومضى فذلك يقين الخذلان.. اليقين بالله.. وإذا سألتم الله فاسألوه أن يبعدكم عن الاحتمالات والشك والريبة والحزن والجبن والبخل ويعيذكم من قهر الرجال وخيبات النساء.