هناك أوهام متوارثة من أساطير الأولين واعتبرها سرطان للإدارات الحديثة وهي: * وهم صعوبة التغيير: فلا يقتل الابداع والتطوير والتحفيز إلا الأنظمة الادارية المشلولة منذ قرون ولسان حالنا بالتكيف معها يقول هذا ما وجدنا عليه آبائنا وإنا على آثارهم لمقتدون، والنتيجة تزاحم شكاوي الموظفين في المحاكم الإدارية وكل قاضي له اجتهاده الخاص في حكمه لذلك في العصر الإداري الحديث نحتاج نظاماً متجدداً وأكثر مرونة ليتواكب مع عصر السرعة ومتطلباته ويحتاج أنظمة متجددة بشكل مستمر ليرتاح الموظف وترتاح المحاكم الإدارية من الشكاوي الروتينية والأحكام المختلفة المستندة على اجتهادات شخصية. * وهم الخبرة: جميع الأنظمة الإدارية والمالية تتغير كليًا وتتجدد عبر الأنظمة التقنية الرقمية للوصول الى الهدف عبر أقصر الطرق بفعالية عالية وتكلفة أقل فما فائدة رجل خدم أكثر من 30 سنة بين غبار الأوراق والبيروقراطية المعقدة أي أن خبرته لا تعني شيئاً وكأنها لم تكن في هذا العصر الحديث.. من لديه القدرة والطموح في التطوير والتجديد ومواكبة التقنية ولديه الدراية الكافية في السلوك التنظيمي فهذا يكفي وزيادة ليبدأ مشوار الانتاج والتطوير والقيادة نحو التحسين المستمر. * وهم الشخصية الاعتبارية: نسمع كثيرًا أنه من الصعب سرعة تغيير مدير منشأة خاصة في القطاعات الحكومية أو بعض القطاعات الخاصة خوفاً من تأثر سير العمل أو التريث حتى يتوفر البديل المناسب وهذا هو الوهم بعينة حيث انها تعتبر شخصية اعتبارية لا يتوقف العمل عليها فمثلا لو مرضت أو ماتت هذه الشخصية فإن العمل لا يتوقف بسببها وعجلة التطوير سارية فلماذا الخوف والتردد من اتخاذ قرار التغيير؟!. * وهم الانطباع الأول: كثيرًا ما نرى ونشاهد هذه القاعدة عندما تبدأ حياة عملية جديدة لموظف جديد والقاعدة المتداولة تقول له (انضبط أول شهرين حتى تترك انطباعًا جيدًا وبعدين بزوط على كيفك) وللأسف هذا ما نعيشه في دهاليز الأعمال الحكومية وعلى النقيض لو كانت هناك نظرة سلبية لموظف ما حتى لو أصبح موظفًا مثالياً ومكافحاً فإن الوصمة السلبية باقية حتى تقاعده وذلك بسبب تركيزنا على الموظف نفسه وليس على انتاجه. ولا شك ان رؤية 2030 متجهة لمعالجة هذه الأوهام والخروج بأنظمة تخدم الوطن وتخدم العميل والموظف معاً.