في الأسبوع الماضي أعلن معالي وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة عن وصول أول دفعة من لقاح كورونا إلى المملكة، كما أوضحت وزارة الصحة أن إجمالي من قام بالتسجيل عبر تطبيق «صحتي» للحصول على لقاح كورونا بلغ حتى نهاية يوم الأربعاء الماضي أكثر من 150 ألف شخص، وقد أهابت الوزارة بالجميع بسرعة التسجيل وأكدت أن الحصول على اللقاح مجاناً لجميع المواطنين والمقيمين مؤكدةً مأمونية وفاعلية اللقاح. يؤكد المختصون بأن التوصل إلى لقاح والبدء بتوزيعه في بعض الدول هو خطوة علمية هامة للعالم، فاللقاحات ستكون سلاحاً قوياً في المعركة ضد «كوفيد 19» غير أن هذا اللقاح لن يكون متوفراً للجميع في نفس الوقت وسيتم التدرج في التوزيع ووضع السياسات والتشريعات التنظيمية اللازمة لتوزيع اللقاح في المجتمعات المختلفة بحيث تكون هناك أولوية لبعض الفئات ككبار السن وأصحاب المهن الأكثر عرضة للعدوى ومن لديهم سمنة مفرطة أو نقص مناعة أو أمراض مزمنة والعاملين في القطاع الصحي. من يستعرض تاريخ الأوبئة التي أصابت الأجيال السابقة يجد بأنها لا تزال موجودة حتى اليوم، فالطاعون والجدري والكوليرا والإيدز وسارس وميرس والأنفلونزا الموسمية لا تزال أوبئة موجودة في بعض الدول ويتعرض لها بعض السكان وقد يموت بعضهم منها بالرغم من إمكانية علاج بعضها من خلال بعض المضادات الحيوية، وقد أكد مدير عام منظمة الصحة العالمية د. تيدروس مطلع هذا الشهر أن وجود اللقاحات لا يعني نهاية جائحة «كوفيد 19»، وأضاف إن منظمة الصحة العالمية قلقة من الاعتماد المتنامي بأن الجائحة انتهت مشيراً بأن الحقيقة هي أن الكثير من المواقع في الوقت الراهن تشهد معدلات عالية للغاية لانتقال الفيروس مما يضع ضغوطاً هائلة على المستشفيات ووحدات العناية المركزة. نعم وصل اللقاح وقد أوضحت وزارة الصحة بأن أزمة كورونا بدأت تنفرج -بإذن الله-، وستكون هناك أكبر حملة تحصين في تاريخ المملكة وسيجري زيادة اللقاح في الأسابيع والأشهر المقبلة وسيكون هناك مراكز لقاحات في كافة مناطق المملكة ولكن مع كل ذلك فإن الوزارة أكدت بأن الجائحة تنتهي عندما يحصل أغلب أفراد المجتمع على اللقاح وتنخفض الحالات بشكل كبير ويرى الخبراء المختصون الوقت المناسب لرفع الاحترازات. كما أكد مدير الشركة السعودية للقاحات بأن فترة توزيع اللقاحات لا تعني إهمال الكمامة والعودة للتقارب لأن فترة توزيع اللقاحات لا تتم في وقت واحد بل ستمتد لأشهر ولذلك وحتى ذلك الحين فلابد على الجميع من مواصلة الأخذ بالإجراءات الاحترازية وعدم التهاون فيها بمجرد أن تم الإعلان عن وصول اللقاح.