بالمرور على بعض الأحياء، والتجول داخل الشوارع يتكرر على المارين بها المنظر ذاته، حيث (مكب نفايات) فارغ ويعامل معاملة المزهرية، وتحيط به أكياس النفايات، والمخلفات ملقاة على الأرض.. إنه منظر غير حضاري يؤذي البصر، والصحة العامة، والبشر. ومع اختلاف الأسباب التي أدت لحدوث هذه الظاهرة، ولتعدد الأطراف، وتشعبها ليس من السهل إحصاء من الملام والمسؤول، فالتوعية، والحديث المتكرر عن تلك الظاهرة، وتبعاتها ربما يكون الخلاص الوحيد الذي من خلاله قد نسهم ولو في التقليل والحد منها، ولا أقصد هنا بتوعية أفراد المجتمع، فمجتمعنا مجتمع مثقف، وواع إلا القليل منهم، ويقرون بأن الحفاظ على نظافة المجتمع، والأماكن العامة، والأحياء من الأمور المطلوبة من كل فرد، وأن كل شعب يمثل بلده. إن ما قصدته بالتوعية هو تثقيف الفئة العاملة، والتي تكلفها بعض الأسر في التخلص من نفايات المنازل، والذي يكون هدف تلك العمالة هو فقط رمي النفايات، والتخلص منها في أي مساحة، وفي أي مكان، وليس بالضرورة التخلص منها بالشكل الصحيح، أو أن تكون في مكانها المخصص، غير مدركين بمساهمتهم في تلوث الأحياء، وتفشي الأوبئة، وتصاعد للروائح الكريهة، وأذية للجار، وديننا يحثنا على إماطة الأذى عن الطريق، وعدم أذية الجار، وهذا الفعل يتناقض مع ما أوصى به ديننا الحنيف، والمسبب الآخر لتلك الظاهرة أيضًا يكمن في المنبشين، والعابثين في النفايات، والتي قد تكون في مكانها المخصص، لكن نبشهم يقتضي اخراج النفايات عبر التمزيق وانتشال ما يريدون، ولعجزهم عن إعادة تلك الكمية الهائلة من النفايات وجمع الذي يسقط أرضا كفرصة ثمينة لانقضاض القطط، والذباب، وما إلى ذلك. ولهذه الأسباب، بادرت بعض البلديات مشكورة في بعض المناطق، والمحافضات باستبدال حاويات النفايات بحاويات ذكية مخفية تحت الأرض، ومن مميزاتها المحافظة على البيئة، وذلك لأن النفايات تكون متجمعة في حاويات تحت الأرض، ولا ينتج عنها روائح كريهة، وتسهم في المحافظة على المظهر العام، حيث إن النفايات لا يظهر منها أي شيء أثناء التجميع، وتقلل المساحة التى تأخذها الحاويات في الشوارع مما يعوق حركة السير، وخطوة ومبادرة كهذه تعد دحرًا لهذه الظاهرة حين تعميمها، وتوفير مثل هذه الحاويات في جميع مناطق المملكة، وبهذا نكون قد تخلصنا منها وللأبد.