خسر الاتحاد بالتعادل أمام الفيصلي بعد أن كان الفوز في متناول يديه وبعدد وافر من الأهداف، وكانت مباراة الفيصلي في المجمعة أسهل بكثير من مواجهة التعاون التي غلفها الأخير بأداء دفاعي بحت، أما أمام الفيصلي فقد قدم العميد كرة جميلة في الشوط الأول، فالأسماء التي لعبت في الوسط كان أداؤها سلسا وللأمام وغاب التدوير الممل للكرة والبطء في بناء الهجمات. من الإنصاف القول إن المدرب كاريلي نجح في صنع أكثر من فرصة للفريق رغم الافتقاد لصانع الألعاب، وبرع البيشي في هذا الدور، وفي المجمل بنى كاريلي خططه على تبادل الأدوار في صناعة اللعب وهو أمر يحسب له، أما ما يحسب عليه هو قراءته الخاطئة للمباراة التي أثمرت عن تغييرات كلها خطأ في خطأ، وهذا ليس جديدا على كاريلي.. في المباريات السابقة انتقدناه على التأخر في التغيير، أما أمام الفيصلي فقد نسف فريقه بسلسلة تغييرات خاطئة ليس لها أي داعٍ.. نتفهم عدم جاهزية رودريغيز وضرورة استبداله، وكذلك الأمر بالنسبة لخروج بريجوفيتش، لكن البيشي حتى وإن قل مجهوده في الشوط الثاني، فإن استمراره كان ضرورة ملحة للمحافظة على توازن الفريق بالإبقاء على إيجابية الأطراف، وفي نفس الوقت هو أكثر اللاعبين قدرة على الاحتفاظ بالكرة والحصول على الأخطاء، وهذا ما كان يحتاجه الاتحاد في ظل اندفاع الفيصلي للتعديل. أما السبب الثاني للخسارة بالتعادل، هوإهدار العديد من الفرص السهلة، فرودريغيز أهدر بمفرده 3 أهداف «هاتريك»، ورومارينهو فرصتين، وتجلت أنانيته المفرطة وبحثه عن الأهداف ولقب الهداف، وذلك كان على حساب بريجوفيتش الذي فرّغ نفسه في كل الكرات، وهذه الأنانية تتطلب تدخلا فوريا من كاريلي ووضع حد لها مع رومارينهو، فالفرق تنتصر بالجماعية لا بالفردية، وبالمناسبة بريوجوفيتش قدم أداءً أفضل في هذه المباراة عن المواجهات السابقة، وجهز هدفًا على طبق من ذهب لرودريغيز أهدره الأخير وتحرك بريوجوفيتش أفضل من السابق، ورغم ذلك ينتظر منه أفضل بكثير حتى يوازي قيمته الفنية. بالعودة للتبديلات فريق متقدم لا يحتاج للاعب ركض وفقدان الكرة باستمرار كما يفعل كمارا، وهناك أسماء لها عدة سنوات في الاتحاد لم تستطع فرض نفسها أساسية وكفاية تجارب، وفي يقيني أن التغيير الأمثل كان دخول الجبرين في مركز المحور، فطالما اللاعب على مقاعد البدلاء فهو جاهز للمشاركة على أقل تقدير 20 دقيقة. ولا زالت لياقة الفريق نقطة ضعف، فالاتحاد لا يستقبل أي هدف في الشوط الأول طوال المباريات الخمس السابقة، ويستقبلها في الشوط الثاني وفي الدقائق الأخيرة من عمر المباراة وذلك برهان واضح لنقص المخزون اللياقي. رغم بعض الانتقادات يبقى استمرار كاريلي مطلبا للاستقرار، ولأن أداء الفريق يتطور والعودة لن تكون بين عشية وضحاها. السؤال الأخير هدف التعاون تكرر كربون أمام الفيصلي، أين المحاور؟!، والسؤال الأهم لماذا تتكرر الأخطاء؟!! ومن لا يتعلم من التكرار فهذه مشكلة كبرى.