انطلقت أمس قمة الرياض 2020 والذي تضم أضخم تجمع لزعماء اقتصادات العالم الكبرى وأكثرها تأثيرًا وذلك خلال استضافة المملكة العربية السعودية لدول مجموعة العشرين وسط ترقب عالمي للبيان الختامي لهذه القمة وما سيتضمنه من نتائج وتوصيات قد تسهم في التعافي العالمي من آثار جائحة كورونا والتي هيمنت على المشهد العالمي خلال هذا العام وفرضت نفسها لتعد من أصعب الظروف التي مرت على مجموعة العشرين. القمة التي انطلقت بالأمس بحضور خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- ورؤساء وقادة دول مجموعة العشرين والدول المدعوة ورؤساء المنظمات الدولية تُعد من أقوى منتديات النقاش لصناع القرار في العالم وهي قمة يتطلع العالم أجمع إليها مؤملاً أن تسهم في حماية الأرواح والمساعدة في التعافي لمرحلة ما بعد الجائحة. كانت لحظة تاريخية بادرت من خلالها المملكة العربية السعودية بتحمل المسؤولية خلال شهر مارس الماضي والإعلان عن عقد قمة استثنائية كان لها الأولوية في تاريخ مجموعة العشرين أن يجتمع قادة مجموعة العشرين مرتين في عام واحد وأن تكون قمتهم قمة «افتراضية» أي عن بعد أو من خلال الدوائر التلفزيونية لتواصل القمة مسيرتها دون توقف كما تتواصل كافة المؤتمرات والفعاليات والاجتماعات المرتبطة بها في كافة المناشط المختلفة لتكون بديلاً عن الحضور الشخصي. إن استضافة المملكة العربية السعودية لهذا الحدث العالي يمثل نموذجًا للنتائج التحولية الجارية لرؤية المملكة 2020 والتي انعكست على وجود المملكة عضوًا في مجموعة العشرين ورئيسًا للمجموعة في هذا العام وقد أكد خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- في كلمته خلال ترؤسه للقمة الاستثنائية الافتراضية الأولى لمجموعة العشرين والتي أقيمت في مارس الماضي أن «مسؤولية الدول هي مد يد العون للدول النامية والأقل نموًا لبناء قدراتهم وتحسين جاهزية البنية التحتية لديهم لتتجاوز هذه الأزمة وتبعاتها». عمدت المملكة خلال ترؤسها للمجموعة في ظل هذه الظروف الاستثنائية إلى إلهام العالم من خلال تعزيز التعاون مع شركائها من الدول الأعضاء لتحقيق أهداف المجموعة وإيجاد التوافق الدولي حول القضايا الاقتصادية المطروحة من أجل تحقيق الاستقرار للاقتصاد العالمي وازدهاره وتطوير سياسات فاعلة لتحقيق تنمية مستدامة ومتوازنة وتوفير وظائف حقيقية لرفع مستويات المعيشة والرفاهية بين شعوب العالم. إن قمة الرياض التي انطلقت بالأمس لم تسع لعلاج المشكلات الموجودة اليوم على أرض الواقع فقط بل سعت أيضًا إلى وضع إستراتيجية عالمية لخدمة البشرية جمعاء ورفع مستوى النمو وعودته إلى وضعه الطبيعي واستعادة النمو من خلال التعامل مع الجائحة وتجاوزها وتعزيز نقط القوة واستدامتها ومعالجة نقاط الضعف لمواجهة أي حدث مشابه مستقبلاً بحيث يتمكن العالم من تحصين نفسه مستقبلاً من أي تداعيات طارئة مما ساهم في وضع أسس عالية الجودة لمواجهة مشاكل المستقبل.