مالكولم جلادويل مؤلف كتاب «الاستثنائيون» مضى وقت في البحث عن ادعاءات بما يتناقض مع ما اعتبره الأشخاص الاستثنائيون أصحاب الذكاء والموهبة والطبقة الاستقراطية والتعليم المرموق مقارنة بالطبقات الأخرى هم الأوفر حظًا والأغنى قيمة والذي يحدد مهاراتهم في المستقبل ولاحظ أن «أكبر خطأ في فهم النجاح هو أننا نفعله بذكائنا وطموحنا ونشاطنا وعملنا الشاق» ويرى أن هناك أكثر من متغير غير معترف بالمجتمع له علاقة في نجاح الفرد ويريد الناس أن ينتقلوا من الفكر لأن كل شيء يحدث للمرء هو بسبب المرء نفسه إلا أن المجتمع له علاقة بالجزء المتحكم بالإنسان من نجاح الفرد وعدمه وعندما سئل ما الرسالة التي يريد للناس أن يأخذوها بعد قراءة الاستثنائيون أجاب: «ما نفعله نحن كمجتمع لأحدنا الآخر يهم كما نفعله لأنفسنا، قد يبدو هذا كتفاهة لكن هناك قوة من الحقيقة في هذا أعتقد». وبعد استقراء نماذج الاستثنائيون تبين أن الفرصة والإرث المعرفي والاعتماد على الذات من أهم المقومات المطلوبة للإبداع وكسر قاعدة النجاج فألبريت أنشتاين لم يحصل على علامات عالية في الرياضيات ولا بالفيزياء ولكنه صاحب نظرية النسبية، داروين كثير الهروب من المدرسة صاحب نظرية التطور، باستير عُرف بكثرة سرحانه وشروده لكنه اكتشف الجراثيم والبسترة، بيل غيتس فشل في إكمال دراسته بهارفرد ولكنه أسس مايكروسوفت ويعتبر من أغنى رجال العالم ولم تكن حينها وجود لما يسمى شركات ومؤسسات حاضنة لأفكارهم. ومن الأمور التى تستدعي الانتباه التقدم الملحوظ والمتنامي لبعض دول العالم الثالث وتعاظم دور آسيا العالمي التقدمي التكنولوجي بالدرجة الأولى الصين واليابان وماليزيا وفيتنام ومن اللافت أنها تعد من الدول المغمورة.. استثنائيون كسروا قاعدة النجاج ومن باب الشيء بالشيء يُذكر وكالة ناسا نصف موظفيها من عباقرة الهنود وهم من الدول الفقيرة جدًا. وبعد استقراء آخر تطورنا بالقوى البشرية فوق الأرض والبنية التحتية تحت الأرض للأمام ولكنه بطيء نسبيًا مع العالم الآخر، ولأننا نحب وطننا ولن نرضى عنه بديلا مطلوب الاستثمار على الإنسان أكثر فأكثر دون تعقيد مفاتيح الهمم في تعليمه وعقليته وأخلاقه لنبقى ونكون استثنائيون.