كما تشاء وبأي صورة، وبأية تعبيرات وكلمات ندد يا رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس ب»المساومات» التي قامت بها أحزاب سياسية «على مدى سنوات» مع «التطرف الإسلامي» ونحن معكم!، لكن الغاضبين حقاً على ما فعلتموه من إساءات تصرون عليها ضد رسول الله ليسوا أحزاباً ولا جماعات، وإنما ملايين من البشر غضبوا ومازالوا غاضبين منكم!. ندد بكل صيغة بهذه المساومات، وأعلِن النفير كما تريد الى ما تسميه «معركة إيديولوجية»، لكن الغاضبين منكم لا يعرفون معنى «أيدلوجية» ولم ينخرطوا يوماً في حزب أو جماعة أو تيار!. حذِّر كما يحلو لك، ونحن جميعاً معك، ضد مساعي تقسيمكم ببث الكراهية والعنف، و كسر «المجتمع الوطني»، لكن المسلمين من مواطنيكم يشاطروننا الغضب والأسى من تصريحاتكم وإصراركم على الإساءة لمشاعرنا جميعا!.. ارفضوا المساومات التي حصلت على مدى سنوات طويلة، ونحن معكم طالما تحريتم العدل والحرية، والتبريرات التي أعطيت للتطرف الإسلامي، ونحن معكم فلا يوجد مسلم صحيح الإسلام يرضى بالقتل أو الحرق أو إزهاق نفس بشرية! لكن المشكلة على هذا النحو الذي تتحدث به مشكلة فرنسية داخلية.. أنتم الذين ساومتم وليس نحن.. وأنتم الذين بررتم لا نحن!، «الجمعيات الواجهة» التي رخصتم لها، أنتم من صنعها واشتركتم بشكل أو بآخر في تكوين بعضها واختيار قادتها، وكنت شاهداً على ذلك! ومسألة اغلاقها من عدمه تعود لكم، والمهم ألا تكون ضمن الدعايات والشعارات الانتخابية.. يأتي اليمين المتطرف فيحاصرها، ويسقط وهو غالباً سيسقط، فتعود لممارسة نشاطها! أما «المدارس غير القانونية»، التي تقول عنها: «نحن نغلقها، وسنواصل إغلاقها» و»الجمعيات الزائفة» التي تقوم بغسل الأدمغة، والتي حللتم اثنتين منها» فتحروا الحكمة والانصاف والمساواة قبل أي قرار، حتى لا تأخذوا الصالح بالطالح.. خاصة وأنتم بالتأكيد تعلمون أن لكم في كل دولة اسلامية مدارس وجمعيات ومعاهد فرنسية مشابهة أكثر من أن تعد!، ففي مصر مثلا بلد الأزهر، المعهد الفرنسي الذي يؤهل معلمين لتنمية البيئة الفرنكوفونية ويضم أكثر من 8000 طالب. ومن المدارس التي تطبق المناهج الفرنسية، مدرسة الليسية الفرنسية بالقاهرة، ومدرسة القلب المقدس، ومدرسة مير دى ديو (بنات) ومدرسة العائلة المقدسة (بنين) ومدرسة دى لا سال (بنين) وعشرات المدارس الأخرى التي لا نشكك فيها، رغم مخاوف البعض على اللغة العربية والدين الاسلامي!. وهناك العديد من المدارس المعتمدة من وزارة التعليم بفرنسا ووقعت اتفاق شراكة مع وكالة التعليم الفرنسية بالخارج، شبكة مدارس(البعثة العلمانية الفرنسية) والليسيه الفرنسية بالاسكندرية، معتمدة، وليسيه بلزاك الدولية، معتمدة حتى الصف الثالث العلمي، وغيرها من المدارس التي تقوم بدورها في ورسالتها المفترضة في تنمية الحوار والالتقاء بين الحضارات. في مصر، ليسيه فولتير، وليسيه كونكورديا، معتمدة حتى الصف الثالث الاعدادى، والمدرسة الفرنسية بشرم الشيخ، متابعة تربوية وإعداد لامتحانات اللغة الفرنسية مع المركز الوطني للتدريس عن بعد، والمدرسة الفرنسية بالغردقة، متابعة تربوية وإعداد لامتحانات اللغة الفرنسية مع المركز الوطني للتدريس عن بعد والقائمة تطول.. ونحن ننظرها باعتبارها مشاعل ضوء وهالات نور. في ضوء ذلك، تحروا تطبيق شعاراتكم في الحرية وفي العدالة وفي احترام ثقافات وأديان الشعوب، وفي حوارات الحضارات، حتى لا تستمر الدوامة الداخلية في بلادكم من جهة، وبينكم وبين الشعوب الأخرى من كل الجهات، حيث لا ينفع ظهور رئيسكم للتبرير الناقص والمبتور عبر القنوات!.