تقوم هيئة المكتبات بدور محوري في تحقيق الأهداف الإستراتيجية لوزارة الثقافة المتماشية مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، المتمثلة في ثلاثة أهداف إستراتيجية: الثقافة كنمط حياة، الثقافة من أجل النمو الثقافي، والثقافة من أجل تعزيز مكانة المملكة العربية السعودية الدولية، من خلال التطوير والرعاية والدعم والقيادة. وستقوم هيئة المكتبات بتطوير هذا القطاع من خلال توحيد الجهود، خاصة أن قطاع المكتبات في المملكة العربية السعودية يُعد من أقدم القطاعات الثقافية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز، حيث ستعمل الهيئة على تحقيق أهداف إنشائها. وقد جاء إنشاء هيئة المكتبات في العاشر من شهر جمادى الآخرة لعام 1441ه، بهدف تنظيم قطاع المكتبات في المملكة وتطويره والنهوض بمقوماته، ودعم وتشجيع الممارسين فيه عن طريق تطوير إستراتيجيات القطاع بما يتماشى مع إطار الإستراتيجية الوطنية الثقافية وتنفيذها، بالإضافة إلى ما يترتب على ذلك من اقتراح الأنظمة والتنظيمات والمعايير والمقاييس الخاصة والتي تضمن تحقيق أهدافها. رفع الوعي بأهمية المكتبات تهدف الهيئة إلى تشجيع التمويل والاستثمار في نطاق اختصاص الهيئة، وتعزيز المبادرات والمشاريع ذات العلاقة لرفع الوعي بأهمية المكتبات، وتعزيز العادات القرائية، والمساهمة في بناء البرامج التعليمية والبرامج التدريبية واعتمادها، إضافة إلى تنظيم المؤتمرات والمعارض المتخصّصة والمشاركة في الفعاليات العالمية ذات العلاقة، ومنح التراخيص والاستثمار في حدود اختصاصها. وسبق وأن تم الإعلان عن إستراتيجية تطوير المكتبات العامة، ووضع خطة ليرتفع عددها من 84 مكتبة عامة موزعة في مناطق المملكة إلى 153 مكتبة بحلول عام 2030، برؤية تعتمد جميعها على ذات المفهوم الشامل الذي يوائم بين الأدوار الأساسية للمكتبات العامة والأدوار الثقافية لبيوت الثقافة، حيث ستكون مكتباتنا العامة بحسب المفهوم الجديد مكوّنة من عدة عناصر رئيسة، تشمل: مكتبة عامة، ومسرح متكامل للعروض المسرحية والموسيقية والسينمائية، إلى جانب قاعات متعددة الاستخدام، وغرف للتدريب تستضيف ورش العمل المختلفة، ومناطق مفتوحة للقراءة، إضافة للمرافق العامة التي تجعل من زيارة المكتبات العامة تجربة ثقافية متكاملة. شراكات داخلية وخارجية كما وضعت هيئة المكتبات ضمن خططها المستقبلية عقد شراكات داخلية وخارجية تخدم رسالتها وتعمل على تحقيق أهدافها، ومن ضمنها البدء في إجراءات الانضمام للمؤسسات المتخصّصة داخليًا وإقليميًا وعالميًا، حيث يأتي ذلك من إيمانها بدور قطاع المكتبات في المملكة العربية السعودية، كأحد أهم القطاعات نظرًا لما تمتلكه المملكة من مقوّمات تنفرد بها عن غيرها من الدول، فالمملكة تعد أكبر سوق لقطاع النشر وتقنياته. وأكد الرئيس التنفيذي للهيئة الدكتور عبدالرحمن العاصم، أن المكتبات تعد من القطاعات الثقافية التي حظيت بعناية فائقة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، وإلى عهدنا الحالي عهد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده -حفظهما الله-، إيمانًا بأهميتها في المحافظة على الإرث الثقافي، ودورها في التنمية المُستدامة، فمنذ العام 1395ه أضحت المكتبات والمعلومات من العناصر الرئيسة لخطط التنمية الخمسية للمملكة العربية السعودية لدفع الحركة الثقافية، وإنشاء المكتبات العامة لتلعب الدور المحوري في تحقيق التنمية المستدامة للمملكة العربية السعودية. ولفت إلى أن هيئة المكتبات ستعمل بمهامها واختصاصاتها على تحقيق الأهداف المرجوة منها، في المساهمة في الثقافة العالمية وتعزيز مكانة المملكة العربية السعودية الدولية.