الأزمات والابتلاءات منحةٌ ربانية وعطيةٌ إلهية تحل ثم ترحل، تليها أيامٌ تحمل في طياتها الفرح والأمل من صانع القدر.. فتفاءلوا وأحسنوا الظن بالله فما دام الإيمان عامرا في قلوبكم فلماذا الخوف؟! ألا تدرون أن تلك الابتلاءات من رحمة الله عزَّ وجلَّ بعباده، فالمؤمن شاكرٌ لربّه راضٍ بقضائه، فرحمة الله وَسِعت كلّ شيءٍ، قال الله تعالى: (وَرَحمَتي وَسِعَت كُلَّ شَيءٍ). يمّر الإنسان بكثيرٍ من الأحداث والمواقِف في هذه الحياة المتقلِّبة ويحتاج إلى تعلّم الصبر عليها حتى يستطيع العيش بكل راحةِ بالٍ واطمئنان، فالإنسان غير الصابر يكون دائمَ الجزعِ والفزعِ من أحداثِ الدنيا المزعِجة، بينما الإنسان الصابر يتلقّى الأحداث بكّل رحابةِ صدر دون جزعٍ أو رهبة، فما هو الصبر وكيف يمكن تعلّمه. ونحدث بعضنا البعض أيضاً بقول الأنبياء: يوسف لاخيه {لَا تَبْتَئِسْ} وشعيب لموسى {لَا تَخَفْ} ويعقوب لأولاده {لَا تَيْأَسُوا} ومحمد صلى الله عليه وسلم لصاحبه {لَا تَحْزَنْ}. فإن نشر الطمأنينة أيضاً في ساعات القلق منهج نبوي، فانشروا الطمأنينة والثقة بالله فلابد من فرج الله القريب وأكثروا من الاستغفار واللجوء إلى الله.. واخيراً وليس آخرًا.. لا تنسوا قول الله عز وجل: {قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المؤمنون}.