الفرسان.. والمعركة الشرسة

عندما أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بأن محاربة الفساد أصبحت أحد الاهتمامات الرئيسية للدولة وركيزة أساسية من ركائز تحقيق رؤية المملكة 2030، حرص سموه على أن يوثق هذا الأمر وقال في إحدى المناسبات بأنه (لن ينجو أي شخص دخل في قضية فساد، سواء كان وزيراً أو أميراً أو أياً كان). كما ترأس سموه الكريم في عام 2017م اللجنة العليا التي عملت بكل جد واجتهاد لحصر المخالفات والجرائم والأشخاص والكيانات ذات العلاقة في قضايا الفساد العام وذلك لكي تكون المملكة اليوم مثالاً واضحاً لمحاربة الفاسدين وخصوصاً من يعتدي على المال العام بأي وسيلة كانت.
مؤخراً قام سموه الكريم بتجديد تلك الرسالة وذلك من خلال شكره وإشادته بجهود منسوبي هيئة الرقابة ومكافحة الفساد «نزاهة»، واصفاً إياهم بأنهم «فرسان المعركة الشرسة ضد الفساد»، ويأتي هذا الوصف الدقيق بعد أن أعلنت هيئة الرقابة ومكافحة الفساد اعتراف خمسة موظفي بلدية بإحدى محافظات الرياض باستغلال نفوذهم الوظيفي واختلاس نحو 82 مليون ريال من موارد البلدية، وذلك طبقاً لما أكده مصدر مسؤول بالهيئة.
وقد تلقى رئيس الهيئة رسالة شكر وتقدير من سموه الكريم موجهة لمنسوبي الهيئة، قال فيها -يحفظه الله-: «بيض الله وجيهكم، وانقلوا شكري لكل فرد من منسوبي جهازكم، وهم اليوم فرسان هذه المعركة الشرسة ضد الفساد لاستئصاله من وطننا الغالي علينا جميعاً». ويؤكد سموه بذلك إعلان الحرب على الفاسدين، فوجود الفساد المالي يؤدي إلى هدر الموارد المالية، مما يساهم في تهديد فرص النمو الاقتصادي ومواكبة التحولات العالمية.
شُكر سموه الكريم لمنسوبي الهيئة يؤكد أيضاً أن المعركة اليوم لا تقتصر على المتربصين والأعداء من الخارج بل إن هناك معركة أخرى شرسة في الداخل ولها فرسانُها الأبطال الذين يعملون ليل نهار من أجل استئصال الفساد وحماية المال العام وتحصينه من كل التجاوزات والاختلاسات ومحاسبة كل من يستغل مكانته أو منصبه أو وظيفته من أجل مخالفة الأنظمة والقوانين وأخذ ما لا يحق له أو الإضرار بالمصالح العامة بأي صورة كانت.
محاربة الفساد في كثير من دول العالم رحلة مستمرة لا تتوقف وهي حرب متواصلة ومعارك شرسة لابد منها، فاستمرار التنمية والتقدم والتطور يتطلب تجفيف منابع الفساد المختلفة والحد من إساءة استخدام السلطة وغيرها من أشكال الفساد المختلفة كالثراء السريع والواسطات، والعمل على تعزيز مفهوم الشفافية والنزاهة، وقد عالجت «نزاهة» في الفترة الماضية 227 قضية جنائية من خلال الإيقاف والتحقيق مع 374 مواطناً ومقيماً ومازالت الحرب مستمرة على الفساد ولن تتوقف.